دمشق-سانا
دخلت أطماع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وهوسه بإعادة إحياء أحلام الإمبراطورية العثمانية البائدة مرحلة جديدة حيث تخطت أطماعه ومؤامراته التوسعية وسياساته العدوانية حدود الأراضي السورية التي دعم الإرهاب فيها بمختلف أشكاله منذ سنوات لتصل إلى ليبيا مجدداً المنطقة الغنية التي قد تشكل بالنسبة له نقطة الخلاص من أزماته الاقتصادية والمالية التي تلاحقه داخل تركيا.
أردوغان الذي زعم في تصريحات له اليوم أن ليبيا “أمانة العثمانيين” ليقحم نظامه في ليبيا مستغلاً حالة الفوضى الأمنية وذلك بهدف السيطرة على مواردها وثرواتها وعلى رأسها النفط والغاز والتي تمثل أحد أهم العوامل الاقتصادية التي يلهث وراءها لتحقيق أطماعه بأي وسيلة ممكنة حتى لو كان ذلك يعني التحالف مع تنظيمات إرهابية دعمها في سورية وبدأ بنقل عناصر منها إلى ليبيا لتنفيذ مخططاته هناك.
البرلمان التركي الخاضع لسيطرة أردوغان ينوي الشهر المقبل بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مناقشة إرسال قوات تركية إلى ليبيا وهو ما يؤكد جدية التحركات العدوانية التي يستهدف بها أردوغان ليبيا مكرراً فيها سيناريو أطماعه في سورية.
لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي في طبرق كانت دعت الأسبوع الماضي القوات المسلحة الليبية إلى استهداف أي تحرك للقوات التركية في الأراضي الليبية براً وجواً وبحراً باعتبار أي جسم أو مكان تستخدمه تركيا هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة الليبية.
إلى ذلك تداولت وسائل إعلام غربية الأطماع التركية الجديدة في ليبيا حيث أكدت مجلة فوربس الأمريكية أن المصالح والعلاقات التجارية لتركيا في ليبيا طويلة الأمد وأنه بالنسبة للنظام التركي فإن التدخل في الشؤون الليبية يمثل أساس الموقف التوسعي المتنامي الذي تقوده الأيديولوجيات والضرورات الاقتصادية محذرة في الوقت ذاته من أن مواقف أردوغان وسياساته “تنذر بنزاع ضخم في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
مطامع أردوغان بالإضافة إلى كونها تدور في فلك أوهامه ببسط السيطرة وإحياء أوهامه العثمانية فإنها تتجاوز ذلك ببعيد إذ أن العوائد التي سيجنيها في حال وجد موطئ قدم لتحقيق مخططاته فيها ستكون هائلة خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية الخانقة التي أدخل تركيا فيها.
كما يبدو من جهة ثانية أن المشكلات التي افتعلها أردوغان مع حلفائه السابقين في أوروبا الذين نبذوه ورفضوا انضمامه إلى عضوية الاتحاد الأوروبي لن تردعه عن تحقيق أطماعه وتوسيع أجندته الاستعمارية التي بدأ فيها باستهداف سورية عبر دعمه وتمويله التنظيمات الإرهابية فيها مثل “داعش” و”جبهة النصرة” لارتكاب أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ الحديث لينتقل بعدها إلى تحقيق أطماع اقتصادية وجيوسياسية من خلال سرقة النفط السوري ونهب الآثار بالاشتراك مع الولايات المتحدة وعملائها الإرهابيين وعدوانه ضد الأراضي السورية لينقل المشهد مجدداً إلى ليبيا ويبقى مفتوحاً أمام احتمالات وتوقعات كثيرة قد تحمل في طياتها نهاية لجشع أردوغان وأوهامه.
وفي ردود الأفعال الدولية على التدخل التركي في الشؤون الليبية أكد الكرملين اليوم معارضة موسكو أي تدخل خارجي في ليبيا مشدداً على أن تدخل دول أخرى في الأوضاع الراهنة في هذا البلد لن يساعد في حل الأزمات فيه وفي الدول العربية.
وتعاني ليبيا منذ عدوان الناتو عليها في آذار عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق بينما يتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق والحكومة العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
باسمة كنون
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: