حماة-سانا
يصاب ملايين الأشخاص سنويا بتسمم غذائي وفي وقت يقول فيه الخبراء أنها مشكلة شائعة في مختلف الدول المتقدمة والنامية على حد سواء يحذرون من خطورتها وتهديدها للحياة لاسيما على الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن ومن يعانون ضعفا في جهازهم المناعي.
ويحدث التسمم الغذائي لدى الأطفال وفقا لاختصاصي طب الأطفال في مشفى الأسد الطبي بحماة الدكتور بسام هنداوي نتيجة أسباب كثيرة منها تلوث الطعام بجراثيم أو فيروسات أو فطور تسبب التسمم بحد ذاتها أو بما تفرزه من سموم وذيفانات وتلوث الطعام بمواد كيميائية سامة كالمبيدات الحشرية والأسمدة والحافظات والملونات والمنكهات أو انتهاء صلاحية الطعام المعلب.
ويختلف توقيت ظهور أعراض التسمم الغذائي كما يوضح الدكتور هنداوي حسب العامل الممرض جرثومي/ فيروسي/ طفيلي ومنها ما يحدث فجأة بعد تناول الطعام بدقائق خاصة في حالات التسمم بالأسماك كالتونة وبالمعادن الثقيلة ومنها ما يبدأ بعد تناول الطعام بساعات قليلة ولعل أكثرها شيوعا التسمم بالمكورات العنقودية المذهبة التي تحدث بعد تناول الكاتو والفطائر والمعجنات ولحم الدجاج وسلطة البيض ومشتقات الحليب والتسمم بالعصوية الشمعية التي تنتقل عبر المعكرونة والجبن.
ويشير الدكتور هنداوي إلى أن بعض حالات التسمم تبدأ بعد تناول الطعام بأكثر من 21 ساعة مثل التسمم الوشيقي الذي ينتقل عن طريق البطاطا المغلفة واللحم المثوم والأغذية المعلبة والأغذية المحفوظة في المنزل بدرجة حرارة غير مناسبة.
وترتبط أعراض التسمم الغذائي كما يذكر طبيب الأطفال حسب العامل المسبب أيضا فالتسمم بالمكورات العنقودية المذهبة يسبب غثيانا شديدا وإقياء ثم إسهالا مائيا وتجفافا وإعياء وهبوط الضغط وحرارة.
فيما يسبب التسمم ببعض أنواع الأسماك وفقا للاختصاصي أعراضا منها احمرار الوجنتين وصداع ودوخة وحس حرقة في الفم والبلعوم وألم بطني وغثيان وإقياء وحمى وإسهال مائي مخاطي أو مدمى.
وللوقاية من حالات التسمم الغذائي يوصي الدكتور هنداوي باختيار الأغذية الطازجة والموسمية بدلا من المعلبة أو المجمدة واختيار اللحوم المذبوحة حديثا في ظروف صحية سليمة واختيار الحبوب والبقول الجافة والنظيفة وغلي الماء المشكوك به قبل الاستخدام وغلي الحليب ومشتقاته جيدا والإقلال قدر الإمكان من تداول الطعام اعتبارا من الإعداد إلى التقديم ثم الحفظ وتجنب تماس الطعام المطهو بآخر نيء سواء مباشرة أو من خلال أدوات أو أسطح مشتركة في تحضيرها.
وينصح الدكتور هنداوي بتناول الطعام بعد الطهي مباشرة أو حفظه داخل البراد لحين تناوله وإعادة تسخين الطعام المطهو جيدا لتصل حرارة أجزائه إلى 70 درجة على الأقل مع التحريك المستمر وحفظ
الأطعمة المطهوة داخل البراد مباشرة بعد الانتهاء من التحضير أو في أماكن مغلقة بعيدا عن الحشرات والقوارض والحيوانات المنزلية وعدم إعادة بقايا الطعام إلى الصحن المخصص لحفظه في البراد فقد يؤدي ذلك إلى تلوثه بالعوامل الممرضة إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضا والمحافظة على قواعد النظافة العامة والشخصية في إعداد الطعام وتناوله وحفظه.
ويتطلب علاج الطفل المصاب بالتسمم الغذائي حسب طبيب الأطفال التخلص الفوري من بقايا الطعام المشكوك به على أن يتم غليه قبل ذلك أو دفنه عميقا في التراب وتعقيم أواني الطعام الملوث بالغلي أو تطهيرها بالكلور مباشرة للتخلص من أي عوامل ممرضة فيها والتخلص الصحي من مفرزات المصاب من قيء أو براز والإكثار من إعطاء الماء والسوائل لتعويض ما فقده المصاب بسبب الإسهال مع ضرورة مراجعة أقرب مركز إسعافي في الحالات الشديدة لإجراء غسيل معدة وتعويض السوائل وريديا ومراقبة الحالة العامة للمصاب.
يذكر أن دراسة امريكية حديثة كشفت ان تناول الطعام في المطاعم يضاعف احتمال الإصابة بتسمم غذائي مقارنة بتناوله داخل المنزل.
سالم الحسين