مجلس الشيوخ الأمريكي سيرفع السرية عن فضائح التعذيب التي تمارسها سي آي إيه

واشنطن-سانا

في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة الأمريكية التي تتشدق بإعطاء دروس للآخرين حول حقوق الإنسان فضيحة مواصلتها ارتكاب ممارسات التمييز العنصري يستعد مجلس الشيوخ الأميركي لنشر تقرير عن ممارسات التعذيب التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “سي آي إيه” بين عامي2001 و2009 بعد تحقيق استمر اكثر من ثلاث سنوات بين 2009 و2012 هدف لإلقاء الضوء على البرنامج الذي أحاطته سي آي إيه بالسرية.

وتشير التقارير الإخبارية إلى أن رفع السرية عن ممارسات التعذيب الأمريكية التي تضعها واشنطن تحت مسمى “تقنيات الاستجواب المشددة” يتعلق بأفعال الإيهام بالغرق والحرمان من النوم التي يتفنن المحققون الأمريكيون بارتكابهما خلال الاستجواب.

وقالت ديان فاينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لوكالة الصحافة الفرنسية “إنه بعد التوصل الى اتفاق مع البيت الأبيض سيتم نزع السرية الأسبوع المقبل عن نسخة من تقرير برلماني يتضمن اكثر من 2600 صفحة بعد أن وافقت اللجنة في جلسة مغلقة على التقرير السري وشطبت منها المعلومات الأكثر حساسية”.

وكانت فاينستاين أقرت في نيسان الماضي أن استخلاصات التقرير مثيرة للصدمة معترفة بأن إقامة مواقع سوداء سرية على المدى البعيد واستخدام تقنيات استجواب مشددة كانا خطأين فظيعين.

وأخفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوفاء بوعده بنزع السرية بشكل سريع عن النسخة ولم تفد سرعته في إقرار رفع السرية إلا بعد ثمانية أشهر بسبب خلاف بين أعضاء مجلس الشيوخ والبيت الأبيض حول حجم المعلومات الواجب شطبها من التقرير مثل الأسماء الحركية لعملاء الـ”سي آي إيه” أو البلدان التي تعاونت مع البرنامج السري.

وأقر أوباما مرارا بأن الولايات المتحدة قامت بتعذيب أشخاص عبر استخدام ما قال عنه “تقنيات الاستجواب المشددة”.

يشار إلى أن العديد من النواب الجمهوريين يرفضون نزع السرية عن التقرير وإعادة فتح الجدل حول عمل “سي آي إيه” والتعذيب بصورة عامة هربا من إعادة التذكير بممارسات التعذيب والسجون الطائرة وفضائح سجن غوانتانامو وأبو غريب التي ارتكبتها إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.

الجدير ذكره أن العالم يشهد على إحدى فضائح التمييز العنصري التي تمارسها السلطات الأمريكية نتيجة أقدام أكثر من ثلاثة من أفراد الشرطة الأمريكية البيض على قتل شبان سمر البشرة تحت دعاوى مختلفة ما أثار احتجاجات واسعة بالشارع الأمريكي ووصفت صحيفة الغارديان البريطانية بعددها الصادر اليوم ممارسات التمييز ضد السود بأمريكا بانها تذكر بعهد العبودية الأول في القرون الوسطى.