الشريط الإخباري

حبل الكاوبوي وأيادي المقاومة الشعبية.. وترامب بين ذاكرة الصيد والمصيدة!..

لصوص في سورية …وأمراء حرب …هذا هو التوصيف النهائي لتواجد اردوغان وترامب…وهذه الصورة الاخيرة الملتقطة من داخل خيمة البغدادي هناك حيث رسمت خرائط التغيير الديمغرافي ونهب النفط  بسيف الارهاب وغمد مكافحته على خاصرة( السي اي ايه ) وفروعه في المنطقة ..فهل تشرح دمشق بعد!!

في العراق وأفغانستان نسخ متطابقة عن السياسة الاميركية لكنها باتت اكثر عريا في سورية يوم قادت التطورات الميدانية الرئيس الاميركي للحديث العلني ان هدف الوجود الاميركي  هو النفط وأن راس 600جندي من بلاده لا تساوي حفنة من الذهب الاسود او غلطة في تامين الكيان الاسرائيلي ..اذا هي المواجهة وليس الصدام وهي المقاومة في العرف السوري طالما بقي محتل اميركي  او حلم عثماني !!

المقاومة الشعبية هي الرديف  القادم للجيش العربي السوري على الحدود الشمالية مع اردوغان   في حال مال السلطان عن تعهداته مع موسكو وتعنت ترامب….ومن مثل السوريين في اتقان هذا (الفن القتالي) يوم ولدت المقاومة الشعبية  مع اخراج العثماني والفرنسي والتحقت لنصرة فلسطين  وصقلت تجربتها في عمر الازمة الحالية  ليلقم الجندي السوري بندقيته بإصرار اهالي المدن والمناطق المحررة التي مر الارهاب بها …

حتى المقاومة في المنطقة كلها  ولدت من رحم السياسة السورية واشتد عودها من مشيمتها الاولى في سورية فعلى ماذا يراهن  المحتلون ! وهل يستوعي  عقل الكوبوي الذي يرمي حباله الاميركية  ليصطاد في الجزيرة السورية  بان التقاط الاهالي لحباله سيستجره ليكون هو الصيد !..هي الحنكة السياسية لدمشق التي تواجه المراحل في ازمتها بأسلحة  على قياس المخاطر ..وكل سوري  طلقة وصرخة اذا ما مر ميدان المعركة بحيه او في حديقة داره.. او جواره او حتى في  اخر ابعد نقطة من ارضه.

في مثل هذا النوع من المواجهات تتغذى المقاومة  الشعبية من جذورها وانتمائها ومن سلطان تراب الوطن على عروق دمائها ولا تقتطع الاراضي ولا تغتصب (بالشوكة والسكين ) على طاولة  شرب نخب اتفاق  (الآمنة ) بين اردوغان وترامب او حتى بيع الكردي الانفصالي لـ (صكوك النفط )مقابل صك اميركي ببقائه على قيد الرعاية …

ما قبل اعلان الانسحاب الاميركي وكل ما جرى ليس كما بعد التراجع واعادة الانتشار فالالتفاف الاميركي للوصول الى الهدف النهائي بدأ بالإيهام  بالخروج الاميركي  من سورية ولم ينتهي بسرقة النفط ومحاولة سلخ الثروات الوطنية ..تماما كما بدأت الثورات العربية بالديمقراطية  وانتهى بها المطاف الى الارهاب والتشتت السياسي ! كل ذلك والامم المتحدة تعض على قلقها  وتنزف من القانون الدولي..

لذلك قالت دمشق ان الحل يبقى ببندقية الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية فهنا سر سورية.. بأبنائها وباحترافها التاريخي في تصنيع المفاجآت للمحتل …فما حررنا يوما قرار اممي او استنكار دولي ..ولو كانت الامم المتحدة اداة للشعوب لتحررت فلسطين من وجعها .اولا …

تخيلوا ان بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا بالأمس ليقول ان السياسات الاسرائيلية لم تتغير واستفاض بالشرح اكثر  عن تخوفه على امن اسرائيل بإدخال احزاب عربية في حكومة مصغرة يشكلها غانتس …يا رجل لولا بعض العرب والاعراب لم تكن هناك تل ابيب ..كان اهون عليك ان تقول  نخاف تسلل المقاومة الفلسطينية  …فهناك فرق كبير بين سياسة الاعراب والشعوب العربية.

بقلم: عزة شتيوي