الأزمة السورية.. بين نعيق البوم ومراجعة العقلاء-الوطن العمانية

على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في أكثر من اتجاه وتحديدا في المحافظات التي وقعت تحت براثن الإرهاب المدعوم دوليّا وإقليميّا كمحافظة درعا وحماة ودير الزور وإدلب وحلب وريف دمشق، تواصل آلة التحريض والتشويه سياسيّا وإعلاميّا عملها، وتزداد وتيرتها كلما أنجز الجيش العربي السوري تقدما لافتا في إطار المؤامرة الكونية التي تشن على سورية من كل حدب وصوب.

ومع رفع معشر المتآمرين على سورية وتيرة تحريضهم وتشويههم، وتعالي أصواتهم في المنطقة منادية ومتسولة ومستجدية الموافقة على تكشف الهجمة البربرية على سورية وقيادتها وإقامة مناطق حظر طيران أو مناطق “آمنة” في الأراضي السورية، هذا الاستجداء الذي وصل إلى حد الاستخذاء يبدو أنه آخر صيحة شؤم يطلقها معشر المتآمرين ضد سورية، ذلك أن السيد الأميركي ليس في وارد تحقيق أحلام هؤلاء المغامرين بمصائر الشعوب، وبالتالي الخشية كل الخشية تنتاب هؤلاء من أن يحيل السيد الأميركي الأحلام إلى أوهام ويسحب بساطه الذي حافظ على مده تحت أرجل عملائه وأتباعه عقودا من الزمن.

فمن الواضح أن الأميركي بات مقتنعا بأن الوقت غير مواتٍ كما كان للقيام بحماقة جديدة ضد سورية في الوقت الراهن على الأقل، فالمناخ الدولي والمشهد القائم في العلاقات الدولية وتشابك المصالح وتقاطعها وقوة الموقف السوري، يضع محاذير كثيرة تفرض ذاتها، إذ إن المتاجرة بحقوق الشعب السوري لم تعد مستساغة تحت شعار “حماية المدنيين السوريين”، ومحاولة إيهام الرأي العام العالمي بأن “النظام” السوري يقتل شعبه، في ظل الاقتناع الكبير للرأي العام العالمي بأن ما يجري في سورية هو مؤامرة وإرهاب مدعوم وليس “ثورة” وثَّقته عشرات مقاطع الفيديوهات المباشرة والمسجلة والصور التي تظهر حجم الكارثة الإرهابية التي يتعرض لها الشعب السوري خاصة وشعوب المنطقة عامة، وسط جلب مستمر للإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة من أوروبا والولايات المتحدة والقوقاز والمنطقة وباكستان وأفغانستان، واعتقالات للخلايا الإرهابية والجماعات التي تقوم بتجنيد الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية، وكذلك وسط مخاوف وطوارئ من ارتدادات هذا الإرهاب إلى عقر دار الداعمين والممولين واشتعال ناره في أذيالهم. في حين أن الحقيقة التي لا جدال فيها ولا تقبل مجرد الشك على الإطلاق هي أن المدنيين السوريين الذين يتم المتاجرة بهم واستخدامهم شماعة لأغراض استعمارية تدميرية تخريبية كانوا آمنين مطمئنين في قراهم ومدنهم ومنازلهم، يعيشون من خيرات أرضهم ومن عرق جبينهم وكدح سواعدهم، ولم يهجرهم ويشردهم منها سوى المتآمرين المتحالفين مع الإرهاب وأدواته، بدليل أن السوريين الذين لم تطلهم يد الإرهاب والغدر، ولم يصل إليهم المتآمرون، آمنون ويعيشون على أرضهم ويمارسون حياتهم بشكل يومي ولم يقم “النظام” بتهجيرهم وتشريدهم، كما يدعي المتآمرون والعملاء وأدوات الإرهاب والإجرام، فضلا عن الرغبة العارمة لدى أولئك المهجرين في مخيمات اللجوء في العودة إلى وطنهم الذي حنينه لم ينقطع عن أنفاسهم لولا ممارسات أدوات الإرهاب والمتاجرين بحقوقهم التي تمنعهم، ناهيك عن الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الرئيس السوري بشار الأسد والتي أكد عليها السوريون في انتخاباتهم الأخيرة.

إذن تبدو كل الذرائع والحجج التي تحاول البوم والغربان في المنطقة التمسك بأهدابها أوهن من بيت العنكبوت ومردودة على الناعقين بها، وبالتالي مصيرها الفشل الذريع. والمؤسف أن هؤلاء الناعقين بدل أن يضعوا خط رجعة بعدما انكشفت كل عوراتهم وسوءاتهم، ويبدأوا بمراجعة سياساتهم الرعناء، يصرون على نشر شؤمهم وشرورهم وتنكيد حياة الأبرياء وتنغيص معيشتهم، في الوقت الذي هناك من يحاول إلقاء طوق نجاة لهم وانتشالهم من المستنقع الآسن الذي غرقوا فيه، وفي الوقت الذي بات صوت العقل في المنطقة يحاول الخروج إلى الآفاق الرحبة معطيا إشارة مهمة وهي أن ثمة خط رجعة لا بد منه، وما خطوة الكويت بالسماح للسفارة السورية لديها بالعودة لممارسة عملها إلا مثال على أن العقلاء في منطقتنا لا يخشون من إعادة تقييم مواقفهم، إزاء القضايا الكبرى التي تمس أمن واستقرار منطقتهم وشعوبهم، وهم بهكذا موقف يكبرون في عيون شعوبهم وكافة شعوب المنطقة والعالم بعكس أولئك الناعقين الذين يتقزمون يوما بعد آخر.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …