دمشق-سانا
حفل العدد الجديد من مجلة المعرفة الشهرية التي تصدرها وزارة الثقافة بعدد من الدراسات والبحوث في النقد والترجمة والأدب المقارن وعلم النفس وطب الأعشاب فضلا عن قراءات في ملف آفاق المعرفة تضمنت بعض الروءى في الموسيقى والأدب والمسرح وعرضا لقصائد شعرية وقصص عربية وأجنبية وحوار مع المخرج نجدت إسماعيل أنزور.
أما كلمة الوزارة فكانت لوزير الثقافة عصام خليل كتب فيها “تمثل الحكاية السورية حالة استثنائية ممتدة في التاريخ منذ طفولة العقل البشري وما تزال زاخرة بالحيوية والإبداع تختزل في مضامينها الإنسانية العميقة سعي البشر نحو تكريس الحياة بوصفها قيمة وغاية تستفز قدرات العقل للإجابة على أسئلة الوجود وقلق المصير في رغبة ملحة وحارقة للانتصار على الموت وتحقيق الخلود”.
وفي كلمة العدد كتب رئيس التحرير الدكتور علي القيم مقالا بعنوان “حكاية البيت الشامي الكبير” بمناسبة مرور أكثر من أربعين سنة على صدور الطبعة الأولى من كتاب حكاية البيت الشامي الكبير للدكتور كاظم الداغستاني معتبرا أن هذا الكتاب ما زال يثير الإعجاب ويدفع أسلوبه الممتع القارئ إلى مطالعته ولا سيما أن الداغستاني اختار نماذج رائعة تتصل بالمجتمع الشامي بكل أطيافه وتقاليده القديمة رواها على لسان جهان خانم وهي إحدى النساء الدمشقيات الشهيرات.
وفي بحثه كتب الدكتور رضوان الداية دراسة عرض فيها مساجلة شعرية بين الشاعرين الراحلين خير الدين الزركلي ومحمد البزم بين فيها أهمية الحالة الشعرية عند كل منهما ومدى ثقافتهما وحضور القصيدة الشعرية الجميلة لديهما.
أما الباحث محمود اسد كتب تحت عنوان “العلاقات السرية وعواملها في تراثنا الشعري” بحثا اوضح فيه أن الأسرة مؤسسة تربوية مهمة تشكل عصب الحياة الاجتماعية ومرتكزا أساسيا لا غنى عنه وهي الدعامة الوحيدة لاستمرار الحياة والبقاء وتقوم على ثوابت تدعمها تجارب الحياة والأعراف وتتحكم بها المعتقدات السائدة والمفاهيم التي توجه مسار الحياة إيجابا أم سلبا.
أما دراسة الدكتور معمر الهوارنة التي جاءت بعنوان “الاغتراب النفسي واثره على الإنسان” بين فيها أن الاغتراب ميدان بحث مشترك لعلوم متعددة من الديني إلى الفلسفي والاجتماعي والنفسي الأمر الذي يقود إلى مصادفة معان متعددة للاغتراب.
وفي دراسته كتب الدكتور يعرب نبهان قراءة “بعنوان الموارد البشرية والمعلومات الجغرافية وأهميتها في اتخاذ القرار” رأى فيها أن وظيفة مصادر القوى البشرية في أي إدارة مسوءولة تخطيط واستقطاب وتطوير وتحليل وتوصيف الوظائف والمحافظة على قوة العمل فيها كما أن نظم معلومات القوى البشرية تدعم نشاطات اختيار المواطنين الأكفاء والمحافظة على الموظفين الحاليين وسلامة سجلاتهم.
أما ملف الإبداع احتوى قصيدتين الأولى للشاعر عصام ترشحاني بعنوان “إيقاعات لمفرد الورد” أهداها للشاعر السوري الراحل محمد الفراتي استخدم فيها أسلوب الشطرين معتمدا على الرمز والإيحاء من خلال التزامه بوحدة الموضوع منذ بداية النص إلى آخره إضافة إلى تقنية فنية عالية في إعداد النسيج التعبيري للألفاظ حيث قال “الدهر بعد صلاته فلق الرؤى .. ورمى على بدر لنا أثوابه منذا الذي ضرب الفرات جناحه.. فأصاب منه شغافه ولبابه” أما القصيدة الثانية فهي “أنفاس مختزلة” للشاعر مصطفى النجار التي أغرق فيها بالحداثة إلى حد ضياع العاطفة الشعرية في حركة الحدث وعدم انسجام الموسيقى في المقاطع الأخيرة مع جسد النص نظرا للمبالغة في محاولة استعارة الرموز كقول “فدمشق لها في معجمنا كلمات .. بصمت بدمانا ما أكرمنا الله وألهمنا .. كرمى عيني هذا الوطن”.
أما في مجال القصة ترجم محمد الجرطي قصة بعنوان “سحر الطبيعة” للكاتب الإيطالي دينو بوزاتي قدم فيها حكاية دارت أحداثها عبر شخوص قلائل إلا أنها ألمت بأسس القص القصير في حين كتبت القاصة التونسية زينب هداجي قصة بعنوان “ذاكرة مريضة” تمكنت خلالها من التوغل في نفس الإنسان وتعبر عن رؤية امرأة في الحياة.
وفي حوار العدد رصد لمسيرة المخرج السوري العالمي نجدة اسماعيل أنزور طرح خلاله أهم التحولات المصيرية التي أثرت على الدراما السورية ودور أنزور فيها إضافة لأعماله الجريئة.
كما عرض منهال الغضبان في كتاب الشهر جديد الدكتور عفيف بهنسي الذي قدمه في كتابه النقد الفني في عصر الحداثة.
وفي نافذة على إصدارات جديدة ألقى حسني هلال الضوء على كتاب “نزار والتأسيس لنهضة شعرية وفكرية” للدكتور اسماعيل مروة وديوان شعر بعنوان “امرأة عالية التفاح” لأوس أسعد ومسرحية “أنا المعري رهين المحابس” لسمير مطرود و”جامعة الدول العربية” لأنس الراهب.
وكانت لوحة الغلاف للفنان الراحل الدكتور حيدر اليازجي إضافة إلى تعريف بلوحة عنوانها من كروم الجمال للفنان فؤاد أبو سعدة بين فيه الدكتور محمود شاهين أن هذه اللوحة تمثل المرحلة الأخيرة في تجربة الفنان التشكيلي السوري المقيم في برشلونة.
محمد الخضر