موسكو-سانا
قال بيوتر ستيغني الخبير في مجلس السياسة الدفاعية الخارجية في روسيا إنه “في خلفية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة إرهاب تنظيم داعش مهام خفية غير معلومة وخالية من أي أولويات كون هذا التحالف يستخدم وسائل مشكوك بها كثيرا لتحقيق أهداف استراتيجية مشكوك بها”.
وأضاف ستيغني أنه “تجري تهيئة الظروف الموضوعية لتعزيز العمل على مسار أكثر فاعلية لمكافحة الإرهاب على أساس اتفاقيات ثنائية” موضحا أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا تأتي في هذا الاطار .
وعبر ستيغني عن اعتقاده بأن التطرق إلى موضوع الإرهاب جرى في هذا السياق الذي يسمح لروسيا وتركيا أن تتعاونا في التنسيق معا علما أنهما في وضع أفضل من غيرهما لفهم حيثيات الواقع في المنطقة.
وأوضح الخبير الروسي أن “أهمية هذا التفاهم تنبع من ضرورة ألا تصبح تركيا جسرا يوصل الإرهابيين من الشرق الأوسط إلى مناطق القوقاز في الجنوب الروسي بل أن تكون سدا منيعا في وجه الإرهابيين كي لا يتسربوا عبرها إلى القوقاز وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم”.
وأعتبر الخبير الروسي أن زيارة الرئيس بوتين إلى تركيا حدث مهم ليس بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين فقط وإنما للوضع الإقليمي في المنطقة وخاصة سورية وقال إن “لقاء بوتين مع نظيره التركي ينسجم مع منطق روسيا الذي يحاول إطلاق الحوار الشامل بين السوريين كمقدمة لتطبيع الوضع في سورية”.
وأشار ستيغني إلى أنه من الصعب في الوقت الحالي التنبوء أو الحديث عن خطوات عاجلة من جانب تركيا مبينا أن “من مصلحة الأتراك التخلص من هذه الفوضى في المنطقة وهم يتخذون القرارات بنفسهم انطلاقا من مصلحتهم الذاتية المتجسدة في إحلال السلام في المنطقة وفي سورية وهذا ما يتفق مع فهمهم للوضع القائم هناك”.
من جهتها اعتبرت ناتاليا أولتشينكو رئيسة قسم تركيا في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية أنه “لم يلاحظ في زيارة الرئيس بوتين إلى تركيا أي اختراق كبير بخصوص الأزمة السورية وما حولها كالذي حدث في مسألة التعاون الثنائي بين الجانبين”.
وقالت الخبيرة الروسية بالشؤون التركية “أنه جرى الحديث عن استمرار التباعد في وجهات النظر فيما يخص الموضوع السوري ولكن الحوار ما زال متواصلا” معربة عن اعتقادها بإمكانية استخدام الخبرة التركية في التوسط بهذا الشأن.
ورأت أنه قد يكون لتركيا دور في ذلك باعتبارها تمتلك آليات عديدة يمكنها أن تضغط بها لدفع “المعارضة” وخاصة الموجودة على أراضيها إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة السورية.