الشريط الإخباري

أوساط إسبانية: هناك مشاركة رئيسية للإرهابيين الإسبان بالقتال لجانب التنظيمات الإرهابية في سورية

مدريد-سانا

أقر خوان خوسيه فاسكيز رئيس وحدة الإرهاب الدولي في الحرس المدني الإسباني بأن هناك مشاركة رئيسية للإرهابيين الإسبان في القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية لافتا إلى خطورة هؤلاء الإرهابيين على إسبانيا في حال عودتهم إليها.

ونقلت صحيفة العالم الاسبانية عن فاسكيز قوله في سياق تقرير لها “إن80 بالمئة من المسلحين الاسبان منخرطون في تنظيمي جبهة النصرة و داعش والبعض الآخر منهم يقاتل ضمن مجموعات أخرى منفصلة أو ليست على توافق مع التنظيمين السابقين”.

وأوضح فاسكيز أن ظاهرة الإرهابيين الإسبان البالغ عددهم نحو60 والذين انضموا إلى التنظيمات الارهابية في سورية والعراق ليست مقلقة من حيث العدد والنسبة مقارنة بـ/1100/إرهابي من فرنسا بينما الخوف والقلق هو طريقة عمل ونشاط هؤلاء الإرهابيين الذين بإمكانهم تكرار أعمالهم وهجماتهم الإرهابية بالأسلوب نفسه وفي كل أنحاء أوروبا بغض النظر عن شخصية الإرهابي وتكوينه الإجتماعي إضافة إلى الإشارة إلى الخوف من التهديد الحقيقي الذي يرعب الأجهزة الأمنية الإسبانية من عودة/3000/ ارهابي أجنبي بعد تصريحاتهم العلنية وبناء على تقارير إستخباراتية بالعودة إلى إسبانيا وليس إلى بلادهم الأوروبية الأصلية.

وأشار فاسكيز الى أن الأجهزة الأمنية المختصة قامت منذ عام /2011/ باكتشاف طرق وأساليب جديدة لعمل هذه الخلايا والتنظيمات الارهابية كما هو الحال بالنسبة لظاهرة “الذئاب الوحيدة” التي لم تنتشر بعد بشكل كبير في إسبانيا بالرغم من وجودها الكبير وانتشارها الواسع في كل أنحاء أوروبا والتي تشكل تهديدا حقيقيا وخطرا لهذه الدول عند عودة هؤلاء الارهابيين الأجانب إلى بلادهم الأصلية بعد مشاركتهم في الاعمال الإرهابية إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.

من جهتهم أكد خبراء أمنيون حسب الصحيفة الاسبانية ان ظاهرة الارهابيين الإسبان تمثل حلقة مفرغة أي أن العودة المحتملة لهؤلاء الإرهابيين إلى أماكنهم وبلادهم الأصلية ستكون بالمرصاد وتحت المراقبة من قبل الأجهزة الأمنية المختصة لأن عودة الإرهابي هي بمثابة تهديد للأمن والاستقرار بسبب مشاركته في الأعمال الإجرامية واكتسابه خبرات ومهارات كبيرة في استخدام الأسلحة والتكتيكات الإرهابية وصنع المتفجرات مشيرين إلى أن الأقلية من هوءلاء الارهابيين فقط تمثل خطرا حقيقيا على المجتمع ولكن عملية معرفة الإرهابي ووضعه تحت السيطرة والمراقبة يتطلب قدرا كبيرا من الموارد ورجال الأمن إضافة إلى التنسيق والتعاون بين مختلف القوى والأجهزة الأمنية.

وأوضح الخبراء الأمنيون أن نموذج الإرهابي في إسبانيا يعكس صورة رجل شاب تم تحوله الى التطرف وتجنيده بسرعة كبيرة عن طريق مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي و”المنتديات الجهادية” من أجل الانضمام إلى التنظيمات والمجموعات التكفيرية بهدف القتال في سورية أو العراق وأيضا ارتكابه أعمالا إجرامية وشن هجمات إرهابية عند عودته من هذه المناطق إلى إسبانيا إضافة إلى أن هذا الارهابي يمثل نمط التطرف السريع أي يمكنه الإنحدار من عائلة وأسرة عادية لا علاقة لها بالتطرف أو”الجهاد” ولكن خلال فترة وجيزة عن طريق الدعاية ونشر الإيديولوجية المتطرفة في الشبكات الاجتماعية و”المنتديات الجهادية” يتم تطرفه وتجنيده وإشباعه بروح وعقلية العنف المتطرف.

وفي الإطار ذاته أكد وزير الدولة لشؤون الأمن الاسباني فرانسيسكو مارتينيز خطورة سرعة عملية التطرف وتجنيد أشخاص للقتال ضمن صفوف تنظيم داعش الارهابي مشيرا إلى أن الاجهزة الأمنية المختصة لاحظت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري ظهور مئات المتطرفين في شبكات الانترنت التي تردد كلمة إسبانيا وتدعم تنظيم داعش الارهابي وتدعو إلى السفر إلى سورية والعراق من أجل “الجهاد وإقامة الخلافة الإسلامية وإعادة فتح الأندلس وتحرير أوروبا”.

ولفت مارتينيز إلى أن الأجهزة الامنية المختصة تقوم الآن بعمليات رصد شاملة ومتابعة لجميع الذين توجهوا إلى مناطق النزاعات والحروب والعائدين منها وخاصة سورية والعراق.

بدورها أشارت وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن التهديد الرئيسي لأمن واستقرار إسبانيا هو من تنظيم داعش الارهابي وخاصة بعد انتشار عمليات التطرف والتجنيد وإرسال إرهابيين من الأراضي الإسبانية.

وفي هذا الصدد لفتت الصحيفة الاسبانية إلى أن “الذئاب الوحيدة” التي تم تجنيدها بسرعة عالية وكبيرة من خلال الشبكات الاجتماعية ومواقع الانترنت هي الصورة الحقيقية والنموذجية عن “الإرهاب الجهادي والمجموعات الجهادية” في إسبانيا مبينة أن هذا الإرهاب تحول من خلايا كلاسيكية عادية في فترة الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى التهديد الأكثر تعقيدا وخطورة من حيث إدخال طرق جديدة في الإنتماء والتجنيد ووسائل أداء وتطوير أنشطة هذه التنظيمات الإرهابية التقليدية أي تغيير تكتيكاتها الإجرامية من أسلوب شن الهجمات الجماعية والعشوائية إلى هجمات أكثر انتقائية ومفاجئة في إسبانيا وأوروبا بشكل عام.

يذكر أن الجرائم الإرهابية المتتالية لتنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق ومشاركة إرهابيين من دول اوروبية في تلك الجرائم أثارت الذعر والخوف في الأوساط الأوروبية خشية ارتداد الإرهاب الذي غذته في مراحل سابقة الى بلدانهم وهو ما حدا بوزير الأمن الإسباني إلى الإقرار في كلمة له في ختام منتدى الكانو الثاني حول الإرهاب العالمي الذي عقد الشهر الماضي بأن هذا التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا حقيقيا ومستداما بالنسبة للغرب وللعالم كونه إرهابا عالميا وعابرا للحدود وقد خص بلاده بالقول إن التهديد الرئيسي والأساسي لإسبانيا هو تنظيم داعش الإرهابي وذلك على خلفية مشاركتها في “التحالف الدولي” لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي.

لاراثون الإسبانية: الإتحاد الأوروبي يتخذ تدابير أمنية جديدة ضمن خطة وقائية لمنع عودة الإرهابيين إلى دوله

من جانبها اعتبرت صحيفة لاراثون الإسبانية أن عودة الإرهابيين الأوروبيين الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إلى بلادهم ستكون صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة وذلك بسبب التدابير والإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها ضمن الخطة الوقائية الأوروبية في مكافحة الإرهاب.

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أن هذه التدابير تتضمن إنشاء ملف مشترك عن مختلف قوات الأمن الأوروبية التي يمكن الإستشارة بها والإعتماد عليها في التحري والإستقصاء عن جميع البيانات والتفاصيل التي تسهل عملية التعرف على الإرهابيين المتورطين وتحديد هوياتهم .

وأوضحت الصحيفة أنه وفق نظام المراقبة الجديد ستوضع كل المعلومات المطلوبة والبيانات في مركز المعلوماتية المركزي وسيتم توزيعها ونشرها على كل النقاط الحدودية ومراكز التفتيش في كل الدول الأوروبية والتي تتضمن معلومات شخصية عن الارهابي المطلوب وكل الأنشطة والأعمال الإرهابية التي ارتكبها في البلد الذي كان فيه والخبرة العسكرية والقتالية التي اكتسبها ودرجة خطورته كإرهابي بامكانه شن وإرتكاب هجمات إرهابية.

ولفتت الصحيفة الى النتائج الإيجابية التي حققها نظام الرقابة الجديد عندما تم تحديد هوية بعض الإرهابيين العائدين إلى دول الاتحاد الأوروبي وإلقاء القبض عليهم واعتقالهم لتورطهم بقضايا الإرهاب والقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية .

وقالت الصحيفة “إن بعض الدول الاوروبية قامت بتعديل قوانينها وتشريعاتها تجاه الإرهاب والإرهابيين وبالتالي توجيه تهمة الإرهاب إلى كل الذين أرادوا الذهاب إلى مناطق الحروب والنزاعات أو العائدين منها مثل سورية والعراق” .

وأشارت الصحيفة إلى أن عدد إرهابيي تنظيم داعش يصل إلى /30000/  منهم/15000/ أجنبي جاوءوا من 80 دولة مختلفة وان أكثر الدول المصدرة للإرهابيين هي المغرب بعدد وصل إلى أكثر من /1100/ ارهابي مع العلم أن هناك أكثر من/100/ ارهابي أمريكي سافروا إلى سورية من أجل الانضمام الى صفوف التنظيمات الارهابية وتضاعف عددهم في الأشهر التسعة الماضية وفقا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية .

وختمت الصحيفة بالقول إنه “نظراً لتوسع إنتشار تنظيم داعش وتزايد عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا الى صفوف التنظيمات الإرهابية الاخرى في سورية والعراق قررت السلطات الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية زيادة مواردها وإجراءاتها من أجل اعتقال هوءلاء الارهابيين من دولهم الغربية قبل مغادرتهم لبلدانهم الأصلية ووقف توسع وإنتشار تنظيم داعش”.

يذكر أن الجرائم الإرهابية المتتالية لتنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق ومشاركة إرهابيين من دول أوروبية في تلك الجرائم أثارت الذعر والخوف في الأوساط الأوروبية خشية ارتداد الإرهاب الذي غذته في مراحل سابقة إلى بلدانهم وهو ما حدا بوزير الأمن الاسباني فرانسيسكو مارتينيز الى الاقرار في كلمة له في ختام منتدى الكانو الثاني حول الإرهاب العالمي الذي عقد الشهر الماضي بان هذا التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا حقيقيا ومستداما بالنسبة للغرب وللعالم كونه إرهابا عالميا وعابرا للحدود.