لندن-سانا
في إطار محاولة الغرب احتواء وحش تنظيم “داعش” الإرهابي الذي رعاه وموله حتى نما وترعرع وأصبح وبالا حتى على دول الغرب كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن حلف شمال الأطلسي/الناتو/ يستعد لدراسة الانضمام إلى “التحالف الدولي” ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وذلك بعد إجرائه مناقشات مع كبار مسؤولي الحكومة العراقية في الأسابيع الأخيرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناتو أوضح أنه مستعد لتخصيص موارد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في حال تقدم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بطلب رسمي للحصول على مساعدة من الحلف في محاربة إرهابيي التنظيم.
ولفتت الصحيفة إلى أن فالح الفياض مستشار الأمن القومي العراقي التقى كبار المسؤولين من حلف شمال الأطلسي في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي حيث قدم تقارير إلى مجلس شمال الأطلسي وهو الهيئة الإدارية واعلى سلطة لاتخاذ القرار فيه.
ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي الحلف قوله إن “دعم الناتو لبغداد سيستند إلى إحياء مهمة تدريبية سابقة اختتمت عام 2011 حين درب الحلف القوات المسلحة العراقية” موضحا أن ذلك يمكن أن يعني نشر 300 جندي من الناتو بهدف تدريب القادة العراقيين مع اعتبار الأردن موقعا محتملا لمثل هذه العملية التدريبية.
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن مساهمة الناتو ستركز على استراتيجية وقضايا القيادة والسيطرة بدلا من التركيز على استخدام تكتيكات القتال والأسلحة أي خلافا لبعثات التدريب الحالية التي تديرها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقال ينس شتولتنبرغ أمين عام حلف شمال الأطلسي “نحن مستعدون لتقديم المساعدة والعون لحكومة العراق للمساعدة في تعزيز وتقوية قدرات الدفاع لديها”.
وذكرت فايننشال تايمز أن وزراء خارجية التحالف المكون من 28 دولة سيجتمعون غدا في بروكسل مقر الناتو لمناقشة قضية محاربة داعش في جلسة منفصلة برئاسة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وسيحضر مسؤولو الحلف بمن في ذلك شتولتنبرغ تلك المناقشة بصفة مراقبين.
وفي الوقت الذي تفرض فيه الحكومات الغربية والأجنبية المزيد من الاجراءات الامنية لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية والعراق ولاسيما مع التحاق آلاف الأوروبيين والأجانب بصفوفها يؤكد مراقبون أن رفع الغرب لوتيرة التصريحات بشان المخاطر التى تتهدد أمن العالم جراء انتشار الإرهاب سيكون بلا معنى ودون فائدة طالما أنه لا يزال مصرا على التهاون مع الديكتاتوريات في الشرق الأوسط التي تدعم التطرف بما فيها نظام آل سعود وغيره من المشيخات الخليجية.