دمشق-سانا
تضمنت الندوة الأدبية التي استضافها ثقافي المزة مساء اليوم بمشاركة كل من الشاعرة لبنى مرتضى والناقد عماد فياض قصائد شعرية وقراءة نقدية للمجموعة الشعرية “عرق الذهب” .
وألقت الشاعرة مرتضى مجموعة من قصائدها التي انتقتها من ديوانها “عرق الذهب” حيث تضمنت قصائدها معاني انسانية واجتماعية مختلفة بأسلوب حديث اعتمد الصورة والرمز والدلالة كما جاء في قصائدها عرق من الذهب وخاطرة البحر البعيدة التي قالت فيها .. أقف على صخرة العمر .. تطل السماء مضاءة باسمك يأتي صوتك واضحا كالليل .. خذني تحت جناحيك وعلمني كيف اعثر على نفسي وقال الناقد عماد فياض إن اللافت في مجموعة عرق الذهب هو استعارة مرتضى مفرداتها من مملكة النبات حيث العشب والقمح وشجر التوت واللوز فهي موغلة في الريف وجمالياته وفي الرومانسية التي تعطي لغة تفيض ليونة .
وأضاف.. أن هذه المجموعة تبدو فيها الشاعرة مرتضى متأثرة بالشاعر محمد الماغوط وبقصيدة النثر المترجمة فهي تبدأ بفكرة واحدة تتداعى من اول كلمة الى اخر كلمة دون انقطاع مهما كانت محاطة بموءثرات خارجية موضحا ان هناك تعابير اتت من حالة الانعتاق بشكل غير مباشر بواسطة المعنى الضمني للجملة الشعرية التي تتكىء على الطيور والجبال والشمس كقولها في قصيدة بعنوان بيت السماء.. في كل عيد ووقت أطير بأشواقي .. إلى أشعة الشمس الملونة
طيوري مزهوة برؤوس مناقيريها .. عطوفة ترف بأجنحة الجبال ورأى الناقد أن الشاعرة مرتضى أحيانا تدخل في منطقة الأفكار المجردة والغائمة مبتعدة عن المتلقي قليلا بسبب ما تلجأ اليه من رمز لافتا الى ان المجموعة حتى ولو وقعت في بعض الاشكالات فهي تحمل الكثير من الشعر الجميل المبثوث في ثنايا القصائد وان كان هناك بعض الاشياء التي جاءت غير متكاملة كقولها .. ضع احزانك فوق كتفي .. انا من يمتزج الهواء بحلمي .
هذه السماء لي.. جمعتها بالكف .. كما يجمع البذار حفنة الحنطة وختم فياض أن لبنى مرتضى شاعرة طافحة بالكلام الجميل متدفقة بالمشاعر وتمتلك روحا تواقة مجنحة تحتاج في بعض الأماكن إلى اجتهاد أكثر باستثمار ما لديها .
وتعتبر الدراسة النقدية التي قدمها فياض قراءة تحليلية بعيدة تقريبا عن المنهج التطبيقي لأن الشاعرة مرتضى لم تتأثر بالماغوط ولم تقترب من أسلوبه التركيبي كما أن مواطن الخلل التي أشار اليها تعتبر من أجمل ما جاء في المجموعة كقولها .. هذه السماء لي .. جمعتها بالكف .. كما يجمع البذار حفنة الحنطة.
وعن رأيه بقصائد الندوة قال الشاعر أيهم الحوري أن لبنى مرتضى قدمت صورة شعرية متقنة أثبتت خلالها أنها تجيد فن السفر إلى الأعماق وهي تدرك تفاصيل الأسس التي كونت منها قصيدتها وشكلت عبرها معانيها.
محمد الخضر