اللاذقية-سانا
بأناملهم الصغيرة جسدوا أحلامهم الكبيرة المفعمة بالبراءة والطفولة فكان معرض إلنا الذي قدمه خمسة أطفال أرادوا عرض باكورة نتاجهم الفني للجمهور بعد أن طوروا إمكاناتهم الفنية والتقنية ضمن ورشات عمل أشرف عليها الفنان التشكيلي الدكتورعلاء ناصر الذي آمن بموهبتهم وأطلق العنان لمخيلتهم ليعبروا عما يجول بها بأسلوب طفولي لا يخلو من الموهبة.
ويضم المعرض عشرين لوحة فنية رسمها كل من الأطفال آية عبود و زين زريق و يزن زريق و تيم سرور و مارييت اندراوس الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات حيث قدم كل منهم أربع لوحات اختاروا عناوينها بأنفسهم على حد قول الفنان ناصر لافتا إلى “أن إقامة معرض مخصص للأطفال بهذا العمر الصغير هو خطوة إيجابية بحد ذاتها تساهم في رفع روحهم المعنوية وإعطائهم دفعة نحو الأمام تزيد من ثقتهم بأنفسهم لإبداع المزيد” .
وقال ناصر لنشرة سياحة ومجتمع “يأتي هذا المعرض نتاجا لورشات عمل متتابعة استمرت لمدة شهر ونصف الشهر استطاع الأطفال خلالها تعلم العديد من تقنيات الرسم بالخشب والتعرف على ألوان الباستيل وكان تفاعل الأطفال كبيرا جدا مع ما يتم طرحه في الورشات التي غلب عليها الطابع التفاعلي في مناقشة الطفل بما
يريد أن يرسمه دون فرض أي موضوع عليه وذلك لإعطائه هامشا ليرسم ما يحبه ما يساعد على ظهور إبداعاته بشكل أكبر”.
ولفت ناصر إلى أنه اعتمد في تعاطيه مع الأطفال على محاولة تطوير نظرتهم الإبداعية وتنمية موهبتهم وجعلهم يقولون ما يفكرون به ويجسدونه على الورق لافتا إلى أن اللوحات ابتعدت كثيرا عن كل ما هو محزن وسادها طابع مرح يشبه جو الطفولة كما أن المواضيع المختارة اقتربت من التفاصيل الحياتية الصغيرة لتعليم الطفل الانتباه لأمور جديدة يمكن ان يتفنن بها .
بدورها تحدثت الطفلة آية عبود عن مشاركتها في المعرض الذي حاولت من خلاله التميز في عرض لوحات بسيطة ركزت فيها على الخطوط والألوان مؤكدة أنها ستتجه في المراحل القادمة إلى رسم البورتريه والأشخاص أما تيم سرور فأشار إلى أنه استفاد من ورشات العمل في تركيز خطوطه بشكل أكبر بالإضافة لاختيار الألوان بأسلوب يناسب موضوع اللوحة ويريح عين المتلقي ليتمعن بها بشكل جيد .
ووجدت سارة ابراهيم مصورة فوتوغرافية أن المعرض مهم بالنسبة للأطفال والجمهور معا فاللوحات تحمل شيئا من روح الأطفال كما إن الموهبة تجلت بشكل كبير في الاختيارات فبعض اللوحات لا يمكن أن نعرف أنها لطفل لا يتجاوز عمره خمسة أو ستة أعوام مشيرة إلى ان وجود الأطفال معا يشكل حافزا لخلق حالة منافسة بينهم لإعطاء المزيد في المعارض القادمة .
من جهتها تحدثت سناء عاصي والدة أحد الأطفال المشاركين عن الدور الكبير الذي لعبته الورشات المختلفة في صقل موهبة الأطفال وتوجيهها لتسير في المسار الفني الصحيح لافتة إلى أن متابعة الأطفال بشكل حثيث يؤسس لمشاريع فنانين تشكيليين يمكن أن يرفدوا الساحة الفنية مستقبلا بأسماء ومواهب مهمة وواعدة .
يذكر أن معرض إلنا انطلق نهاية الأسبوع الماضي في مقهى الأولمبي كافيه ويستمر حتى الرابع من الشهر الجاري .
ياسمين كروم