دمشق-سانا
مطاعم دمشق التراثية معلم تاريخي وحضاري مهم من الإرث الذي تركه لنا الأجداد في مدينة دمشق ولايزال سحر التمتع بحجارتها القديمة والجلوس فيها يجذب الناس بقوة للاستمتاع بأجمل الأوقات لديهم على مدار اليوم وفي كل فصول العام .
ورغم الحرب الكونية التي تستهدف سورية فإن الدمشقيين ازدادوا ارتباطا بإرثهم الحضاري والتاريخي وأصبحت تلك المطاعم التراثية القديمة أمكنة يضرب السوريون أغلب مواعيدهم في رحابها فتحولت إلى شواهد تنبض برائحة الياسمين والنارنج والجوري وصخب الناس.
ويقول غسان50 عاما وهو موظف “إن الجلوس في أمكنة دمشق القديمة له سحر خاص وتأثير كبير على نفسيته فهو عندما يكون مشغول الذهن أو يشعر بالتعب يأتي وأصدقاؤه إلى أحد المطاعم في دمشق القديمة أو يتجول في الحارات القديمة فيشعر براحة كبيرة وكأن جبلا أزيح عن صدره”.
يتابع غسان “إن جو الألفة والتعايش الذي يعيشه السوريون في هذه الأمكنة يخلق فيه ثقة كبيرة بأن سورية ستعود كما كانت بفضل إصرار السوريين على الحياة”
بدورها تقول إيمان “إن لبيوت دمشق القديمة نكهة مختلفة يمتزج فيها التاريخ بالحاضر ويمران عبر الأبواب السبعة فيشعر الزائر كل مرة وكأنه في رحلة عبر التاريخ يشاهد فيها كل مرة أشياء جديدة لم يرها من قبل”.
وتتمنى إيمان أن يعود السلام والأمان إلى كل ربوع سورية حتى تعود الحارات القديمة ومطاعمها وفنادقها الأثرية تنبض أكثر فأكثر بالحياة التي لم تنقطع يوما رغم الأزمة التي تمر بها سورية .
أما ندى التي ولدت وتربت وتعيش في أحد أحياء باب توما القديمة فهي تأتي كل أسبوع مع أصدقائها إلى أحد المطاعم القريبة من بيتها وتقول “لم أشعر يوما بالملل أو الرغبة في الخروج خارج هذه الحارات وحجارتها القديمة بل على العكس احتفل أنا وأهلي وأصدقائي بكل مناسباتي فيها وأشعر بالراحة عندما أدخل من باب شرقي أو باب توما إلى بيتي وهذا الشعور لا أشعر به في أي مكان آخر”.
وترى ندى أن هذه الأزمة التي تمر بها سورية زادت هذا الرابط بينها وبين دمشق القديمة وبين كل السوريين أيضا والدليل أن الحارات القديمة تنبض بأصوات الناس وضحكاتهم وحتى هموهم منذ الصباح وحتى المساء .
مي عثمان