الشريط الإخباري

واشنطن تسخّر الأمم المتحدة لتحقيق مصالحها وشرعنة حروبها

دمشق-سانا

سنوات طويلة قامت واشنطن عبرها بتسخير منظمة الأمم المتحدة لتحقيق أهدافها ومصالحها ولتحولها من منظمة لحفظ السلام والأمن الدوليين إلى منظمة لشرعنة الحروب والتدخلات الامريكية بالشؤون الداخلية للدول المستقلة.

أحداث غيرت ملامح دول بأكملها لم تكن لتقع أصلا لولا تحول الأمم المتحدة إلى أداة حرب بيد واشنطن بما فيها حوادث أعادها موقع غلوبال ريسيرتش الكندي إلى الأذهان كالقرار رقم 678 الذي تبناه مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية في كانون الأول عام 1990 بضغوط أمريكية وأعطى فيه الضوء الأخضر بتدمير العراق حيث بدأت القوات البريطانية الحليفة لواشنطن حملة جوية ألقت خلالها قنبلة كل دقيقة على بغداد لتدمر بذلك البنية التحتية اللازمة لدعم الحياة البشرية.

الموقع الكندي في مقال نشره أورد أمثلة كثيرة على استغلال واشنطن لمنظمة الأمم المتحدة واستخدامها لتبني قرارات تحقق أطماعها المتمثلة بشكل رئيس في بسط الهيمنة والسيطرة على مكامن الثروات والنفط في العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص ففي آذار عام 2011 خضع مجلس الأمن الدولي مرة أخرى لأوامر سيده الأمريكي ليصدر القرار رقم 1973 الذي يجيز بدء حملة عسكرية على ليبيا ما أدخل هذا البلد في دوامة من الفوضى والعنف مازالت مستمرة حتى الآن.

ومع تمكن واشنطن ومن لف لفيفها من قرصنة الأمم المتحدة وجعلها دمية تحركها بالخيوط اتسعت دائرة أطماعها ووصلت إلى سورية مع دعم الولايات المتحدة التنظيمات الإرهابية فيها بشكل علني ومنحها إضافة إلى التمويل والأسلحة والتدريب غطاء سياسيا في المحافل الدولية تحت ما درجت تسميته “معارضة معتدلة” لتتوالى فصول العدوان الأمريكي سواء السياسي أو العسكري أو الاقتصادي ضد سورية والتي كانت تواجه في كل مرة مواقف حاسمة من روسيا والصين باستخدامهما حق النقض “فيتو” في مجلس الأمن الدولي لمنع واشنطن من تحقيق أطماعها الاستعمارية وأجنداتها التخريبية.

روسيا شكلت رأس حربة في إيقاف النهج التدميري الذي مارسته واشنطن وحلفاؤها في الأمم المتحدة ورفضت مرة بعد أخرى تجاهل الفظائع التي ستحدثها قرارات ضغطت الولايات المتحدة لتمريرها في مجلس الأمن الدولي ضد سورية فكان أول فيتو مزدوج تقدمه روسيا والصين في مجلس الأمن في الرابع من تشرين الأول عام 2011 ضد المخططات العدوانية الغربية التي تستهدف سورية أرضاً وشعباً لتتبعه خطوات مماثلة اتخذتها موسكو وبكين بشكل مشترك وعطلتا بها قرارات عدة ضد سورية كشفت النوايا العدوانية والمقاصد الاستعمارية للولايات المتحدة.

وبعد ثماني سنوات تقريبا من استخدام أول فيتو لإيقاف التهديدات الأمريكية في سورية عادت روسيا والصين إلى استخدام فيتو جديد في الـ19 من أيلول الماضي لإجهاض قرار مبني على الأكاذيب التي روجها البعض في محاولة أخيرة ومستميتة منهم لحماية ما تبقى من فلول الإرهابيين في إدلب والذين يشكلون آخر ما لديهم من أدوات إرهابية من الخونة والمرتزقة الأجانب.

الولايات المتحدة استمرت خلال كل هذه السنوات باستخدام المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والتلاعب بها لقلب الحقائق في سورية رأسا على عقب مستغلة وسائل الإعلام الغربية التي أطلقت بدورها حملات دعائية واسعة للترويج والتغطية على تنظيمات إرهابية تحت مسميات مختلفة بهدف تضليل الرأي العام العالمي وشرعنة التدخلات العسكرية والسياسية في سورية لكن ورغم فشل مخططاتهم وسقوط رهاناتهم ما زالت واشنطن تستخدم الأمم المتحدة منصة لتبرر فيها جرائمها بحق الدول التي لا تسير في فلكها.

باسمة كنون

انظر ايضاً

منصور: يجب وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني

نيويورك-سانا أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن الوقت حان للعمل بشكل …