باريس-سانا
فيما يدور الجدال داخل الأوساط التركية عن ارتداد خطر الإرهاب والإرهابيين الذين سمح نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا بتسللهم إلى سورية وتزايد خطرهم على الداخل التركي ذاته سلطت صحيفة ليبراسيون الفرنسية الضوء في عددها الصادر اليوم على الأنباء حول دعم هذا النظام لتنظيم “داعش” الإرهابي وتقديمه السلاح والمال والملاذ الآمن إلى عناصره محولة الجنوب التركي إلى معسكر تدريب وتصدير للإرهابيين إلى سورية.
ولفتت الصحيفة في مقال لها بعنوان “الجهاد على أبواب تركيا” إلى معلومات نشرتها العديد من وسائل الإعلام التركية بينها حزب الشعوب الديمقراطي بأن التفجير الإرهابي الانتحاري بسيارة مفخخة في محيط المعبر إلى مدينة عين العرب شمال سورية مصدره الأراضي التركية موضحة أن الإرهابيين فتحوا النيران على الأهالي بالمدينة السورية من الداخل التركي.
وأشارت الصحيفة إلى موجة التساؤلات التي تجتاح الشارع التركي حول مصدر الإرهابيين ناقلة عن مصادر بالداخل التركي تحذيراتها من خطورة الإرهاب وارتداده إلى داخل الأراضي التركية.
وفي هذا السياق لفتت ليبراسيون إلى أن نائبا من حزب الشعوب الديمقراطي التركي وجه مساءلة إلى رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو فحواها إن تركيا متهمة بشكل منتظم بما في ذلك من قبل حلفائها بأنها أغلقت عيونها أو حتى دعمت تنظيم “داعش” الإرهابي لافتة إلى أنه منذ يوم السبت الفائت تتحدث وسائل الاعلام بإسهاب عن أقدام المسلحين على إطلاق النيران على الوحدات المدافعة عن عين العرب من داخل الأراضي التركية وإرسال الإرهابيين الانتحاريين التابعين لهذا التنظيم إلى المدينة.
من جهة أخرى كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن محاولة عدد من الإرهابيين الفرنسيين في سورية التفاوض مع السلطات الفرنسية للعودة إلى فرنسا بعد تمضية أشهر في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي مؤكدة ان هؤلاء الإرهابيين الفرنسيين يؤكدون إنهم ضللوا عندما ذهبوا إلى سورية وصدموا بنمط حياة العصور الوسطى الذي يفرضه تنظيم “داعش” الإرهابي على عناصره.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن عددا من الإرهابيين الفرنسيين في التنظيم اتصلوا بمحام أو مع عائلاتهم للتفاوض مع الحكومة الفرنسية متسائلين “إذا عدت إلى فرنسا ماذا سيجري لي هل يمكنني أن أتجنب السجن وما الذي يجب أن أفعله بالمقابل”.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية كيف يمكن تقبل طموحات العودة سواء بدافع رفض صادق لهمجية تنظيم “داعش” الإرهابي أو إنها جزء من استراتيجية للتخفيف من المسؤوليات في حال ملاحقة قضائية.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم “داعش” الإرهابي يواجه احتمال هروب أحد عناصره بقطع الرأس مشيرة إلى أن فرنسيين ضربوا لكي يتراجعوا عن فكرة الهروب كما قطع رأس أحد الملتحقين الأجانب في صفوفه بعد أن شرح لأحد متزعمي التنظيم الإرهابي أنه يريد اتباع طريق أحد أصدقائه الذي نجح بالفرار.
يذكر أن السلطات الفرنسية شددت من إجراءاتها الأمنية لمواجهة خطر ارتداد إرهابيين شاركوا بالأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إليها بعدما شجعت وأغمضت عينيها عن تسللهم إلى سورية خاصة ودعمتهم ومارست حملات إعلامية تحريضية وتضليلية بحق السوريين ودولتهم حيث بدأت الآن تستشعر مخاطر عودتهم إلى وطنهم وتلاحق بدقة الخلايا وشبكات التجنيد في الداخل الفرنسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن 26 إرهابيا فقط داخل السجون الفرنسية من بين مئة “جهادي” تم التعرف عليهم عند عودتهم إلى فرنسا مضيفة إنه “في حال فتح الباب برأفة نسبية فإن ذلك لن يخص إلا المجندين الصغار بين عمر 17 – 23 سنة الذين شكلوا الغالبية العظمى لـ 367 إرهابيا فرنسيا تم إحصاؤهم في سورية”.