عواصم-سانا
تواصلت الإدانات الدولية والعربية للعدوان التركي على الأراضي السورية مع استمرار عدد من الدول باتخاذ قرار بوقف تصدير الأسلحة للنظام التركي.
في هذا الإطار دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى الوقف الفوري للعدوان التركي السافر على الأراضي السورية مؤكدا أنه يزيد من توتير الأوضاع في المنطقة.
وجاء ذلك خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانا ألكسندر لافرنتييف حيث بحث الجانبان في طهران اليوم تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية وخاصة العدوان التركي وتداعياته إضافة إلى الأوضاع في إدلب وضرورة القضاء على الإرهاب فيها.
وأشار شمخاني إلى أن حل الأزمة في سورية لا يمكن إلا من خلال الحوار بين أبنائها مشددا على عدم قبول ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض الدول حيال محاربة الإرهاب.
وحذر شمخاني من المخطط الأميركي الرامي إلى إعادة “إحياء” تنظيم داعش الإرهابي داعيا دول المنطقة إلى التنسيق للتصدي لهذا التهديد الإرهابي.
من جانبه قدم لافرنتييف عرضا عن التطورات السياسية والعسكرية في شمال سورية ومحادثات موسكو مع الأطراف المعنية بالأزمة في سورية مؤكدا أن استمرار التعاون بين روسيا وايران يسهم في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
المالكي: على المجتمع الدولي اتخاذ موقف قوي وموحد في مواجهة العدوان التركي
إلى ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف قوي وموحد في مواجهة العدوان التركي السافر على الاراضي السورية.
وفي تصريح لمراسلة سانا في بغداد قال المالكي: “نقف الى جانب الحكومة السورية في مواجهة الهجمة الدولية الارهابية على سورية ونرفض العدوان التركي وندينه وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف مسؤولة في مواجهة هذا التجاوز لأنه مقدمة لمزيد من التوترات التي قد تشهدها المنطقة”.
وأضاف “إن هذا العدوان يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من سيل كبير من الأزمات بحكم الصراعات الإقليمية والصراعات الدولية” مشيرا إلى أن النظام التركي “شرع بصناعة أزمات جديدة بدل أن يكون مساهما في إيجاد حلول بإتجاه تهدئة المنطقة ونزع فتائل الحروب”.
قوى وشخصيات لبنانية: ضرورة الوقوف مع سورية في معركة تحرير الأرض من رجس الإرهاب
في لبنان أكد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ضرورة التضامن مع سورية في مواجهة العدوان.
وشدد قبلان في تصريح له اليوم على “ضرورة الوقوف مع سورية في معركة تحرير الأرض من رجس الإرهاب التكفيري واستعادة سيادتها وترسيخ الأمن والاستقرار”.
بدوره قال الحزب الديمقراطي الشعبي اللبناني إن “العدوان التركي على سورية يأتي في سياق المشروع التوسعي التركي في المنطقة ويحظى بالدعم والتغطية الأميركية وتواطؤ الغرب الاستعماري والرجعية العربية”.
ونوه الحزب في بيان له ببطولات الجيش العربي السوري الذي يتحمل مسؤوليته التاريخية في الدفاع عن الأرض والشعب.
من جهته حذر رئيس تحرير مجلة “تحولات” سركيس أبو زيد في تصريح لمراسل سانا في بيروت من مخططات النظام التركي ومحاولاته إحداث تغيير ديموغرافي من خلال ما يسمى “المنطقة الآمنة” مشيراً إلى أن العدوان يأتي في توقيت دولي حساس يحاول من خلاله النظام التركي فرض مشروعه التوسعي بعد الإخفاقات التي واجهها داخل تركيا.
إلى ذلك أكد المحلل السياسي غسان نصار إن الجيش العربي السوري يشكل ضمانة للأمن والاستقرار على امتداد مساحة سورية مشيراً إلى أن “الأميركي والتركي وجهان لعملة واحدة هي الإضرار بمصلحة سورية”.
وأضاف “إن كل عوامل القوة السورية وأهمها بطولات الجيش العربي السوري الأسطوري تفعل فعلها من أجل رفعة سورية ومنعتها على كل المستويات”.
الرئيسة السلوفاكية: تهديد خطير لأمن واستقرار المنطقة
كما أكدت الرئيسة السلوفاكية زوزانا تشابوتوفا رفض بلادها للعدوان التركي على سورية موضحة أن هذا العدوان يمثل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة كلها.
وقالت تشابوتوفا في تصريح لها اليوم إن “العملية التركية تضعف جهود المجتمع الدولي في الكفاح ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال يمثل تهديداً للأمنين الأوروبي والعالمي”.
وشددت تشابوتوفا على دعم بلادها دعوة الاتحاد الأوروبي لدوله إلى فرض حظر على تصدير السلاح إلى النظام التركي.
وكانت الرئيسة السلوفاكية أكدت مؤخراً رفض بلادها محاولات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إنشاء ما يسمى “المنطقة الآمنة” في شمال سورية.
رئيس الوزراء اليوناني: يثير بؤرة جديدة لانعدام الاستقرار
من جانبه ندد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم بشدة بالعدوان.
وقال ميتسوتاكيس في مقابلة مع فرانس برس إن “العدوان التركي يثير بؤرة جديدة لانعدام الاستقرار” محذراً من تداعيات هذا العدوان على إثارة “موجة هجرة جديدة في أوروبا”.
كندا تدين العدوان وتعلق تصدير الأسلحة للنظام التركي
من جهتها أدانت كندا العدوان التركي مؤكدة أن هذا العمل يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الخارجية الكندية قولها في بيان إن “كندا تدين بشدة توغل تركيا العسكري في سورية وتعتبر أن هذا العمل أحادي الجانب يهدد بتقويض استقرار منطقة هشة أصلا ويفاقم الوضع الإنساني”.
كما أعلنت الحكومة الكندية أنها علقت إصدار تصاريح تصدير جديدة إلى النظام التركي ولا سيما تلك المتعلقة بالمعدات العسكرية وذلك ردا على العدوان التركي على الأراضي السورية.
وسبق لعدد من الدول الغربية من بينها إسبانيا والسويد وفرنسا وألمانيا وهولندا والتشيك وغيرها أن قررت تجميد صادرات الأسلحة والمعدات العسكرية إلى النظام التركي على خلفية عدوانه كما أعلنت بريطانيا عن تجميد إصدار تراخيص جديدة لتصدير الأسلحة.
كونتي: ضرورة اتخاذ موقف أوروبي مشترك ضد العدوان
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن العدوان يعيق العملية السياسية لحل الأزمة فيها مشدداً على ضرورة وجود موقف أوروبي مشترك ضد هذا العدوان.
ونقلت وكالة اكي الإيطالية للأنباء عن كونتي قوله اليوم أمام مجلس الشيوخ الإيطالي أن “التدخل العسكري التركي في شمال شرق سورية يهدد استقرار وأمن المنطقة بأسرها ويسبب معاناة جديدة للمدنيين ملحقاً بهم مزيدا من التشريد”.
وأضاف كونتي إن هذا العدوان “يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية” مؤكداً أهمية قرار بلاده بحظر صادرات السلاح إلى النظام التركي.
التشيك تدعو الاتحاد الأوروبي لإقرار إجراءات تجبر النظام التركي على إيقاف العدوان
بدوره أدان مجلس النواب التشيكي العدوان التركي داعيا رئيس الحكومة اندريه بابيش إلى العمل من خلال الاتحاد الأوروبي على إقرار إجراءات اقتصادية وسياسية تجبر النظام التركي على إيقاف هذا العدوان.
وعبر المجلس في قرار له صوت عليه جميع النواب الذين حضروا الجلسة التي عقدت الليلة الماضية وعددهم 147 نائبا عن تضامنه مع الشعب السوري الذي يتسبب هذا العدوان في المزيد من المعاناة له مرحبا بإيقاف تشيكيا تصدير السلاح إلى النظام التركي.
من جهته أكد نائب رئيس المجلس فويتيخ فيليب أنه ما من شك بأن ما يقوم به النظام التركي يمثل خرقا للقانون الدولي والإنساني وإخفاقا شاملا لحلف الناتو.
كما أشار وزير الثقافة التشيكي لوبومير زاؤراليك إلى أن النظام التركي خرق عبر قيامه بهذا العدوان القانون الدولي والمادة الأولى من المعاهدة الأساسية لحلف الناتو التي تقول إن على دول الحلف حل جميع خلافاتها بالطرق السلمية مشددا على أن ما يقوم به في سورية فاقد للشرعية وأن رد فعل أمين عام الناتو الداعي إلى ضبط النفس ليس كافيا.
وأكد زاؤراليك في لقاء مع التلفزيون التشيكي إن الحديث عن فرض حظر على صادرات السلاح إلى تركيا ليس كافيا وأن الوقت قد حان لأن يقف الاتحاد الأوروبي موقفا حازما وأن يمتلك سياسة أمنية وخارجية خاصة به.
بدوره أدان حزب توب 09 العدوان التركي معربا عن قناعته بأن الاكتفاء بالدعوات لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ليس كافيا.
وطالب الحزب في بيان له الحكومة التشيكية بالعمل من خلال الاتحاد الأوروبي على استصدار موقف حازم يطالب بالوقف الفوري لما يقوم به النظام التركي مع استخدام كل الطاقات السياسية والاقتصادية للاتحاد للضغط باتجاه تنفيذ ذلك.
في هذه الأثناء أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه موقع أوراق برلمانية الالكتروني واسع الانتشار أن 92 بالمئة من قراء الموقع يرون بأنه من المفروض طرد تركيا من حلف الناتو.