السويداء-سانا
تحدٍ جديد جسده الشاب أنس الشوفي من محافظة السويداء عبر قهره للإعاقة التي لازمته منذ الصغر حيث تمكن من تجاوز حياته الانطوائية وصعوبات التواصل لديه ومخاوف لأسرته من خلال انخراطه الكامل في الحقل التشكيلي وهو ما رفده بدراسة جامعية متخصصة جعلته في نهاية المطاف يرى المستقبل بمنظور مختلف صاغته قدرات استثنائية وعزيمة صلبة.
الشاب الذي ابتلي بشلل الأطفال منذ سنوات عمره الأولى رأى في عجزه أول الأمر عائقاً كبيراً قبل أن يقرر وفق قوله في حديث لسانا الشبابية أن يحول مسار حياته نحو وجهة جديدة لا مكان لليأس والعزلة فيها مبيناً أنه شغف بالألوان منذ الطفولة فكانت مخيلته تصوغ لوحات متنوعة قبل أن يكتشف قدرته على الرسم فيهرع إلى صب أفكاره على سطح أبيض من الورق باستخدام قلم الرصاص.
وأضاف: بدأت بتشكيل الألوان من خلال تدرجات رمادية بقلم الرصاص والفحم وهو الميل الذي سعيت إلى تطويره عبر التدريب المستمر دون أن أكتفي بما أفعله فقررت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لأجد أمامي العالم المختلف الذي قام بتحفيزي لكسر القوقعة والخروج إلى مزيج الحياة الذي كان يشبه تمازج ألواني في اللوحة.
لم تكن مرحلة التحصيل الأكاديمي أمراً سهلاً على الشوفي فالذهاب اليومي إلى مقاعد الدراسة وصعود أدراج الجامعة ومدرجاتها استغرق من وقته وجهده الكثير وفق قوله لكن روح التمرد على وضعه الصحي ومقاومة نظرة البعض إليه كانت دفة التحكم في كل ما يقوم به وصولاً إلى مشروع تخرجه الذي نال درجة امتياز.
التخرج لم يكن هدف الشوفي الأوحد إذ أنه قرر الانخراط في الحياة المهنية والاجتماعية والتطوعية مؤكداً أنه التحق بعدة جمعيات مختصة بذوي الإعاقة لينقل تجربته إلى أقرانه ويكتسب المزيد من الخبرة في هذا المجال محاولاً تشجيع أصحاب الاحتياجات الخاصة لإبراز مواهبهم و طاقاتهم الكامنة وقد كرس الكثير من جهده عبر التطوع في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية فأصبح فرداً من الفريق الشبابي العامل فيها وهناك بدأ اهتمامه بالتصوير الضوئي الذي سعى أيضاً إلى تطوير أدواته فيه قدر الإمكان.
وقال: بدأت العمل بعدها في الاستوديوهات لأكون أقرب إلى الكاميرات واتبعت تدريباً في التصوير الضوئي فكان التحدي الجديد هو التمكن من التصوير مع وجود الإعاقة التي تمنعني من استخدام يدي الاثنتين بسبب استخدام العكازات وكان الحل الوحيد يتمثل باستخدام الكاميرا بيد واحدة وهو ما نجحت فيه.
لم يكتف الشوفي بهذه الإنجازات بل طوّر ميله الموسيقي الذي تزامن مع دراسته للفن التشكيلي إلى أن أتقن العزف على الغيتار ليتجه بعدها إلى دراسة الإخراج السينمائي لافتاً إلى أنه شارك في “مخيم عشرة” مع عدسة سلام لصقل تجربته واكتشاف وسائل وأساليب جديدة تمكنه من إيصال أفكاره التي دعمها بخبرات إضافية في مجال التصميم وصناعة الأفلام.
لمياء الرداوي
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: