بروكسل-باريس-سانا
توعد الاتحاد الأوروبي اليوم بالرد على العقوبات الأميركية المفروضة على المنتجات الأوروبية والتي من المقرر أن يبدأ تنفيذها في 18 الشهر الجاري فيما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيت ندياي أن “إجراءات انتقامية” ستفرض على الولايات المتحدة بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي إذا طبقت واشنطن عقوباتها.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ندياي قولها لشبكة “بي اف ام ت في” وإذاعة مونتي كارلو “كررنا دائماً أمام منظمة التجارة العالمية أننا نعتبر من الأفضل التوصل إلى حلول ودية بدلا من خوض نزاعات تجارية” معربة عن شعور فرنسا بالأسف “لخوض هذه الحرب مع الولايات المتحدة لأنه عندما نحارب لا نملك فرصا كبيرة لزيادة جماعية للنمو”.
وأعلن مسؤول بمكتب الممثل التجاري الأمريكي أمس أن واشنطن ستفرض رسوماً نسبتها عشرة بالمئة على الطائرات و25 بالمئة على سلع صناعية وزراعية أخرى من الاتحاد الأوروبي وذلك اعتبارا من الـ 18 من الشهر الجاري.
وأشارت ندياي إلى أن هذا الوضع “لا يجلب شيئا لأحد” دون أن توضح شكل الإجراءات الانتقامية الممكنة.
وتابعت “نواجه تهديدا من الأمريكيين.. ولم تنفذ هذه التهديدات بعد” داعية إلى “إجراء نقاش قبل الوصول إلى هذه المرحلة حيث يمكن خلال عشرة أيام إنجاز الكثير.. ولكن إذا لم تتبن واشنطن موقف تهدئة فلن تسمح أوروبا بذلك”.
من جهته قال وزير المالية الألماني أولاف شولتز لصحيفة بيلد الألمانية اليومية “إن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم ولكن بشكل مدروس” على العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة مضيفاً إنه “في عالم تسوده العولمة لا تخدم النزاعات التجارية أحدا كما أظهرت ذلك الأشهر الأخيرة”.
كما ردت بروكسل التي تفاوض باسم الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سريعاً وقال دانييل روازاريو المتحدث باسم المفوضية الأوروبية “إذا فرضت واشنطن عقوبات ستدفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بالمثل” مضيفا إن الرسوم الجمركية “ستمس أولا وقبل كل شيء المستهلكين والشركات الأميركية”.
وسبق أن فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً على واردات الألمنيوم والفولاذ من أوروبا الأمر الذى يضاف إلى سلسلة من القرارات المتهورة التي اتخذها دونالد ترامب منذ وصوله إلى الحكم من بينها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ في وقت تواصل الإدارات الأمريكية المتعاقبة ممارسة سياسة الحمائية الدولية وفرض القيود التجارية في محاولة للهيمنة على الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية.