دمشق-سانا
ناقش المشاركون خلال جلسات اليوم الثاني من مؤتمر التطوير التربوي الذي تقيمه وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في قصر المؤتمرات بدمشق آلية تطوير المناهج التربوية ومكوناتها ودورها في تعزيز بناء الوطن والمواطن وضرورة التكامل بين المؤسسات التعليمية ما قبل الجامعية والجامعية.
وقدم المشاركون خلال المؤتمر الذي يقام تحت عنوان “رؤية تربوية مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن” مجموعة من الأبحاث وأوراق العمل حول الأدوار المتغيرة للمعلم والمتعلم في القرن الحادي والعشرين وأثر تدريب معلمي المستقبل في تطوير العملية التعليمية وقيم المواطنة والانتماء في كتب اللغة العربية لطلاب صفوف المرحلة الثانوية والتربية في عصر الثورة البرمجية والتكنولوجية.
كما تناول المشاركون في أبحاثهم وأوراق عملهم عدداً من القضايا التي تتعلق بواقع التعليم الخاص في سورية ودور المناهج التربوية في إعداد المتعلم لتحمل مسؤولياته الوطنية وواقع تطوير مناهج التعليم ما قبل الجامعي والتعليم من أجل التميز والإبداع ودور المنظمات الأهلية في دعم التعليم وواقع مدارس المتفوقين والدمج التعليمي لذوي الإعاقة في المدارس ورياض الأطفال وأهمية إكساب المتعلمين المهارات اللغوية وصولاً إلى الاتقان والمشكلات التي تواجه مدرسي اللغة الإنكليزية في مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي وطرائق التدريس غير التقليدية في المدارس الثانوية.
ودعا المشاركون إلى ضرورة إعداد وتأهيل المدرس بشكل جيد ليكون فاعلاً في القطاع التربوي والتركيز على الجانب التطبيقي والعملي في الخطط الدرسية والمناهج والأخذ بيد المتعلمين من أجل اتقانهم مهارات اللغة العربية واعتماد طرائق التعلم التفاعلي في مختلف المناشط اللغوية التي تحفز على تعلم اللغة وربط القبول الجامعي في بعض الاختصاصات بالحصول على معدل جيد في مادة اللغة العربية وتفعيل المسابقات والمبادرات المدعومة مالياً من أجل اتقان مهارات اللغة العربية وتغطيتها إعلامياً.
معاون وزير التعليم العالي الدكتور رياض طيفور لفت إلى أهمية تعديل آلية القبول في بعض الكليات ولا سيما كليات التربية التي تشكل مخرجاتها مدخلات لوزارة التربية بحيث يتم اعتماد اختبار معياري مدروس للطلاب قبل الالتحاق بها لقياس ميولهم وإمكانياتهم بشكل جيد مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة إضافة مسارات علمية أخرى مثل المسارات الصحية والهندسية إلى السلم التعليمي في وزارة التربية وعدم الاقتصار على الثانويات العلمية والمهنية والأدبي.
ومن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” أشارت الدكتورة دكمارا جورجيسكو إلى ضرورة اعتماد التوجهات الحديثة في المناهج والتعليم والحرص على تقديمه بأفضل الطرق.
ورأى الدكتور دارم طباع مدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية أن إصلاح التعليم هدف أساسي تعتمده الدول لتهيئة بيئة تربوية تحقق متطلبات المجتمع لافتاً إلى ضرورة بناء المناهج على أساس وطني ينطلق من مصلحة الوطن والفهم الإنساني العميق للحياة إضافة إلى أن المناهج المطورة يجب أن تحقق المرونة وفق معايير ومؤشرات مناسبة تنموياً ومؤهلة للتوظيف في المستقبل وتحقيق احتياجات التعليم.
ومن كلية التربية بجامعة حماة تحدثت الدكتورة نورا حاكمة اختصاص طرائق تدريس الرياضيات عن أهمية تطبيق مهارات التواصل الرياضي لدى معلمي الرياضيات وآلية تنميتها من خلال الاهتمام التربوي بمهارات التواصل والقدرة على استخدام الرموز والمفردات والمفاهيم الرياضية وتحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين في ضوء المناهج المطورة وإعداد مواقع الكترونية يشرف عليها مختصون في مركز تطوير المناهج التربوية وتقديم أدلة عمل للمعلم واستشارات تربوية ونشرات توعية ودروس نموذجية لطرائق التدريس الحديثة.
وأشار وائل محمد مدير التعليم الخاص في وزارة التربية إلى ازدياد عدد المؤسسات التعليمية الخاصة خلال السنوات الماضية ما أسهم في تطور الفكر المجتمعي من خلال زيادة الاستثمار في التنمية البشرية لافتاً إلى أن منهاج المدارس الخاصة لا يختلف كثيرا عن العامة إلا بالكتب الإثرائية.
إيمان البرادعي الخبيرة في التعلم والتدريب الإبداعي لدى هيئة التميز والإبداع لفتت إلى ضرورة السعي لبناء نظام تعليمي يكون بحد ذاته أداة للكشف عن التميز والإبداع دون الحاجة إلى الاختبارات المقننة بحيث يتضمن برامج واستراتيجيات وطرائق لرعاية مكامن التميز والإبداع لدى الطلبة كافة وفي المجالات العلمية المختلفة ليكون هناك متميزون ومبدعون في كل مجالات الحياة.
ودعا الدكتور أحمد الكنج عضو هيئة تدريسية بكلية التربية في جامعة حماة إلى ضرورة تضافر الجهود المجتمعية كافة لدعم العملية التعليمية وتوفير آليات التنسيق بين المنظمات الحكومية ووزارة التربية لتحقيق دعم تعليمي فعال وإصدار قوانين تفسح المجال للتعاون المشترك.
وأكدت سبيت سليمان مديرة البحوث في وزارة التربية أهمية رعاية التفوق للوصول إلى منتج جيد والاستفادة من خريجي الإرشاد النفسي في مدارس المتفوقين لحاجتها الماسة اليهم إضافة إلى تدريب المعلمين للتعرف على خصائص الطلبة المتفوقين وسماتهم الشخصية والعمل على توفير مناهج إثرائية في مدارس المتفوقين.
واعتبرت لانا زخور باحثة في المجال التربوي أن الصحة النفسية تشكل أولوية ضمن خطة التطوير التربوي التي تنتهجها الوزارة داعية إلى التشبيك مع وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية لدعم الصحة النفسية المدرسية والتعاون مع المجتمع الأهلي والمحلي فيما يتعلق بهذا الموضوع.
ودعت الدكتورة عالية الرفاعي من كلية التربية بجامعة دمشق إلى تعيين خريجي كليات التربية في المدارس المدمجة وتعيين معلمين مساعدين في الغرف الصفية ومعلمين في غرف المصادر والعمل على تغيير اتجاهات المعلمين السلبية حول الإعاقة.
بدورها لفتت بشرى مسعود رئيسة وحدة الإعلام في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية إلى أهمية الإعلام وتأثيره بجميع نواحي الحياة ولا سيما في مجال التربية مؤكدة ضرورة استثمار وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة في خدمة التعليم.
في مداخلتها بينت إيمان الحوراني الموجهة الأولى لمادة المعلوماتية في وزارة التربية أن المعلوماتية باتت مادة أساسية ينطلق من خلالها الطالب للبحث والاستكشاف في جميع المواد الأخرى وهي المادة الأكثر أهمية لأن الطالب يكتسب فيها مهارات فكرية وأدائية توصله للبحث عن العلوم الأخرى.
حضر الجلسات وزيرا التربية عماد العزب والتعليم العالي الدكتور بسام إبراهيم وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب التربية والطلائع ياسر الشوفي.
وكانت فعاليات مؤتمر التطوير التربوي انطلقت صباح أمس وتستمر حتى يوم غد.
هيلانه الهندي وسكينة محمد