الفنان التشكيلي محمد حمود: الفن رسالة سامية تتوارثها الأجيال

طرطوس-سانا

يقدم الفنان التشكيلي محمد حمود أعمالا فنية من التشكيل والنحت تخدم فكرة إنسانية ووطنية ضمن قالب جمالي وبروح شبابية تبشر بالأمل والتفاؤل لكنه يعتبر الفن رسالة سامية تتوارثها الأجيال لخدمة القيم والقضايا التي يعيشها الناس وبطريقة حلوة وجذابة للمشاعر.

وفي حديث لـ سانا الثقافية قال الفنان حمود برز تعلقي في البداية بعالم الفن التشكيلي بانبهاري الشديد منذ أن كنت طفلا بسحر الألوان ومشاهدتي لنمو براعم الأزهار وأوراق الشجر وسحر الطبيعة وما لبث أن صار هذا الانبهار بذرة تفتقت عن موهبة في الرسم ظهرت في سن مبكرة من دراستي الابتدائية والثانوية.

وأضاف درست لفترة قصيرة في مركز الفنان احمد وليد عزت بدمشق ثم انتسبت لمركز مجيب داؤد بطرطوس وتخرجت منه بدرجة جيد جدا وكانت مناسبة لصقل موهبتي التي صارت اليوم رسالة أتفانى في أن أبلغها على أفضل وجه ممكن وبكل حب وإخلاص .

ولا يزال محفورا في ذاكرة حمود أول معرض رسم ونحت شارك به عام 1969 حيث باع أول لوحة له بـ 25 ليرة وكان إنجازا له في ذلك الوقت واللوحة عبارة عن منظر طبيعي ليلي موضحا أن منحوتاته جمعيها مصنوعة من خشب الزيتون والتوت والزنزرخت والجوز ولكنه يفضل خشب الزيتون لانه يعبر عن الحياة والخلود بنفس الوقت.

وتنطلق رؤية حمود من أن لكل عمل ينجزه موضوعا وفكرة وحاليا لديه عمل نحتي يمثل رأسا مقطوعا بواسطة الساطور وبطلق رصاصة في الرأس والساطور مغروس جانب الرأس حيث يجسد فكر وثقافة الإرهابيين مشيرا إلى أن فكرة العمل ليست من خياله وإنما جاءت من إجرام العصابات الإرهابية المسلحة حيث يسعى من خلال أعماله إلى توثيق جرائمهم وأفكارهم وثقافتهم الوحشية والأشد فظاعة على مر التاريخ.

كما أن للمرأة حيزا كبيرا في أعماله وعن ذلك يقول الأنثى سبب وجود الابن والأخ والزوج وهي التي تنجب وتربي وتضحي من أجل استمرار البشر مبينا أن جميع لوحاته التشكيلية لا يضع فيها الزوايا لأنه يحب الأجواء الرحبة والدائرة وهذا امر مهم في كل أعماله كونها تمثل حركة تكامل الكون والحياة.

وعن واقع الحركة الفنية التشكيلية اوضح حمود انه يتابع جميع أعمال الفنانين منذ اكثر من نصف قرن حيث تستهويه أعمال بعض الفنانين التشكيليين العالميين والعرب منها اعمال الفنان العالمي فنست فان كوخ ومعظم اعمال الفنانين العرب وخاصة السوريين ومنهم الفنان التشكيلي الراحل ” مجيب داؤد”.

ودعا حمود جيل الشباب ان يحبوا كل شيء جميل وان يستمروا بالرسم ومتابعة كل معرض وحركة فنية وان يعشقوا وطنهم سورية وحضارتها وشمسها وقمحها والتواضع والألوان وكل شيء جميل وراق ونبيل.

يشار إلى أن الفنان محمد حمود من مواليد السلمية عام 1951 يمارس الرسم والنحت منذ الستينيات شارك في اكثر من 25 معرضا جماعيا كما أقام ثلاثة معارض فردية في كل المحافظات.

ديمة الشيخ