الشريط الإخباري

الولايات المتحدة.. احتجاجات ضد العنف العنصري تشمل 170 مدينة والشرطة تستخدم الغاز لمواجهة المتظاهرين

فيرغسون-سانا

اشتدت في مدينة فيرغسون الأميركية في ولاية ميسوري الليلة الماضية مظاهر الغضب لتشمل احراق مبان واطلاق نار على شرطيين بعد قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهامات جنائية للشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل بالرصاص الشاب الأسود الأعزل مايكل براون في التاسع من آب الماضي.

واحتشد آلاف الأميركيين في شوارع مدن أخرى في العاصمة واشنطن ونيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس وسياتل للتنديد بالعنصرية وأحصت التلفزة الأميركية 170 مدينة خرجت فيها احتجاجات من هذا النوع.

وجاء في تقرير صحفي نشر اليوم ان هيئة المحلفين التي تضم تسعة أعضاء بيض وثلاثة سود بررت قرارها الذي صدر بعد ثلاثة أشهر من المداولات بأن “الشرطي ويلسون تصرف بموجب اجراءات الدفاع المشروع عن النفس بعد حصول مشادة بينه وبين براون”.

وقال المدعي روبرت ماكولوخ امام الصحفيين.. “لا شك في أن الشرطي ويلسون تسبب بموت براون بطريقة مأسوية لكن أعضاء هيئة المحلفين خلصوا بعد تحقيق كامل ومعمق إلى أن لا سبب كافيا لاطلاق ملاحقات قضائية ضد الشرطي وان واجب هيئة المحلفين هو الفصل بين الوقائع والخيال.. هم استمعوا إلى ستين شاهدا وإفادات ثلاثة أطباء شرعيين وتفحصوا مئات الصور وقد نقض شهود قول آخرين إن الشرطي اطلق النار حين رفع الفتى براون يديه في موقع شهد سرقته علبة سيجار”.

وعلق رجل مسن من فيرغسون على قرار الهيئة بالقول “لقد عايشت قرارات مماثلة خلال فترة مارتن لوثر كينغ.. لم يتغيروا.. ولن يتغيروا أبداً” بينما قالت امراة أخرى “عشت فترة كافية كي أدرك أن الأميركيين المتحدرين من أصول افريقية لا يعتبرون كباقي البشر”.

من جهته أكد محامي الضحية ان الشبان السود يقتلون بأيدى رجال الشرطة في كل المدن الاميركية بينما ابدت عائلة الضحية خيبتها من عدم توجيه اتهامات للقاتل لكنها اعتبرت أن الطعن بالقرار يجب ان يحصل بطريقة سلمية.

أما الرئيس باراك أوباما فأقر بوجود مشكلات مرتبطة بالعنصرية في بلاده وبوجود شعور قوي لدى العديد من الفئات بأن القوانين لا تطبق دائما بنفس الطريقة وبشكل عادل في الولايات المتحدة وقال “يجب أن نقر بأن الوضع في فيرغسون يعود إلى تحديات أكثر أهمية ما زالت بلدنا تواجهها ففي مناطق كثيرة هناك مشكلة عدم ثقة بين قوات الأمن والمجموعات الملونة بسبب إرث التمييز العنصري الذي ليس مشكلة في فيرغسون فقط بل في أميركا كلها.. يجب أن نفهم هذه المشكلات ونرى كيف يجب ان نحقق تقدما ولكن هذا لن يحصل عبر رمي زجاجات وتحطيم سيارات والتعدي على أي كان”.

من جهته حاول وزير العدل الأميركي اريك هولدر امتصاص نقمة المتظاهرين بالقول: “إن التحقيق الفيدرالي مستمر وانه مستقل عن التحقيق المحلي وهو سيبقى كذلك”.

لكن كل هذه الدعوات لم تمنع تجدد العنف في فيرغسون التي سبق أن واجهت اضطرابات خطرة تلت حادثة القتل في آب الماضي إذ علت هتافات المحتجين في مواجهة رجال الشرطة /لا عدالة لا سلام/ و/لن يسكتونا/ كما شهدت شوارع المدينة إطلاق نار كثيفا ورشقا بحجارة وزجاجات وعلب معدنية واندلعت النيران في 12 مبنى على الأقل وعدة سيارات حسب جون بلمار قائد شرطة مقاطعة سانت لويس.

الشرطة من جهتها استخدمت الغاز المسيل للدموع لإجبار المحتجين على الابتعاد عن مراكزها وقامت باعتقال 29 شخصاً على الأقل بينما اعتبرت السلطات المحلية أن التجمع غير قانوني مهددة بتوقيف المحتجين والصحفيين وعمد حاكم ميسوري جاي نيكسون لاستقدام تعزيزات اضافية من قوات الحرس الوطني “لحفظ الأمن في منشآت حيوية مثل وحدات الإطفاء ومراكز الشرطة ومنشآت المرافق” كما أعلن.. “نشر 2200 عسكري من الحرس الوطني في هذه البلدة أي أكثر بثلاث مرات من يوم الاثنين الماضي”.

واضطرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إلى تعليق الرحلات الجوية فوق بلدة فيرغسون منذ يومين.

إلى ذلك خرج متظاهرون في كليفلاند بولاية أوهايو أمس احتجاجا على مقتل فتى في الثانية عشرة نهاية الاسبوع الماضي على يد شرطي والسبب ببساطة انه كان يحمل سلاحا زائفا.

أما نيويورك فشهدت توقيف عدد من المتظاهرين الذين خرجوا في تجمعات حملت لافتات كتب عليها عبارات مثل “السجن للشرطيين القتلة” و”نطالب بالعدالة لفيرغسون” و”ارفعوا أيديكم.. لا تطلقوا النار” و”حياة السود مهمة” و”ليتوقف عنف الشرطة”.

كذلك نزل مئات المتظاهرين إلى شوارع بوسطن وفيلادلفيا وناشفيل وأحصت شبكة التلفزة الأمريكية “سي إن إن” أن التجمعات امتدت إلى 170 مدينة أميركية.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين مثلما حدث في دنفر او بورتلاند وتمدد المتظاهرون ارضا لقطع مفارق طرق وخاصة في لوس انجلوس.

وفي أول تصريح له منذ ارتكاب الجريمة أعلن الشرطي ويلسون لمحطة أي بي سي أن “ضميره مرتاح” معتبرا أنه أدى عمله “بشكل جيد” وأنه “خاف من أن يقتل” قبل أن يستعمل للمرة الأولى سلاحه ويطلق 12 رصاصة باتجاه براون.

وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان قد تصرف بنفس الشىء مع شاب أبيض أجاب الشرطى “نعم.. دون شك” زاعما أن مايكل براون “هجم” عليه وكان يريد أن يقتله.

وتذكر قضية الضحية براون بالعنصرية في الولايات المتحدة بعد 22 عاما على قضية رودني كينغ والاضطرابات التي وقعت في لوس انجلوس حينها بعد تبرئة أربعة رجال شرطة بيض صوروا وهم ينهالون بالضرب المبرح على رجل أسود اسمه رودني كينغ.