وحده الميدان من صاغ أبجدية النصر على امتداد الخريطة السورية وعلى اتساع جغرافيا المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب، ووحده ثبات الدولة السورية في وجه عواصف التآمر ومخططات التقسيم والاقتطاع والتجزئة من يصون الحقوق المشروعة بدحر الإرهاب وحفظ وحدة الأراضي السورية، ووحده صمود السوريين في وجه أعتى هجمة إرهابية استهدفت مقومات وجودهم وثباتهم المقاوم ما أرسى دعائم القوة وفرض منطقها السياسي في المحافل الدولية وملتقيات إيجاد الحلول، وأكد صوابية الاستراتيجية العسكرية السورية في ساحات المعارك وجبهات المواجهة ضد الإرهاب ومشغليه.
فعلى أي حبال مهترئة يلعب اردوغان لعبته التوسعية الاحتلالية ويراوغ بنصرته الإرهابية؟!، فسقوطه إلى هاوية الفشل واقع لا محالة وهو قاب قوسين أو ادنى من تحرير سوري لكامل الشمال، وعلى أي زجاج تهدئة يسير ذلك الانتهازي ممنياً نفسه بفتات استعماري لن يناله في الأرض السورية، لكنه تورّم الطمع في ذهنيته التوسعية تجعله رغم كل الإشارات التي يرسلها الميدان يسير فاقد البصيرة وراء سراب المنطقة الآمنة في حقل من ألغام رفض شعبي ورسمي لوجوده الاحتلالي.
ويضاهي اردوغان في عربدته العدوانية وحماقته السياسية بل يفوقه بلطجة وعنجهية مقيتة ترامب المارق على كل القوانين الدولية، الذي تلطّى وراء محاربة «القاعدة» واستهداف إرهابييها، ليمطر المدنيين بوابل من قذائف اجرام لتعطيل التهدئة التي أعلنتها الدولة السورية، وبالتالي إشعال جبهة الشمال مجدداً ليصل إلى مبتغى أطماعه بالجزيرة السورية، سواء عبر نسف التهدئات أم عبر النفخ في قربة التقسيم المثقوبة .
صناعة النصر احتراف سوري، مهما زادت المؤامرات وتنوعت الأساليب التي تتبعها واشنطن وأنقرة، فما تم إنجازه من تحرير ودحر للإرهاب ووأد للمشاريع أصبح راسخاً وسيستكمل حتى تحرير كامل التراب السوري.
ومن يراهن من أعداء سورية على مناورة عبثية هنا ومقامرة غبية هناك، أو استثمار خبيث في تهدئة منحتها الدولة السورية لتأمين مرور المدنيين أولاً، وكفرصة أخيرة لأردوغان لتنفيذ ما تعهّد به لروسيا من وقف استهداف مدنيي الشمال وإخراج إرهابيي النصرة من منطقة خفض التصعيد، عليهم أن يترقّبوا ما سيصوغه الميدان من معجزات نصر سورية.
بقلم: لميس عودة