الشريط الإخباري

الفنان الشاب شعلان الحموي.. تجارب فنية غنية ومشاريع ثقافية طموحة

دمشق-سانا

تبحر معه في عالم الموسيقا الراقية التي يقدمها ويعمل على تكريسها في المشهد الثقافي السوري.. في رصيده أميز المشاركات العربية والعالمية مع كبار المطربين العرب كالسيدة فيروز والياس الرحباني أما عالمياً فعزف مع عدد كبير من قواد الأوركسترا العالميين والموسيقيين المرموقين أبرزهم مغنيا الأوبرا العالميان بلاسيدو دومينغو وروبيرتو ألانيا إنه العازف السوري والمؤلف والموزع الموسيقي شعلان الحموي.

2

محطات كثيرة رافقت شعلان منذ بداياته في مجال الموسيقا فكان لعائلته الدور الكبير في تذوقه الفن منذ نعومة أظفاره فوالده كان موسيقيا عمل على تلقينه مبادئ الموسيقا كما احتوى منزله مكتبة موسيقية غنية بمختلف الألوان ليبدأ بعدها بتعلم العزف على الة الكمان أكاديميا على أيدي أساتذة متخصصين في مدينة حمص.

وفي عام 2002 تقدم شعلان لامتحان القبول في المعهد العالي للموسيقا بدمشق وقُبل في صف البروفسور يفجيني لوغينوف وتخرج فيه عام 2007 لتتخلل فترة دراسته في المعهد مشاركات مع فرق وفعاليات موسيقية وعن تلك الفترة يقول لنشرة سانا الشبابية “بدأت منذ السنة الثانية في المعهد بالعزف ضمن الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية كما شاركت في معظم الفرق السورية الأكاديمية كفرقة الموسيقا العربية وأوركسترا الحجرة السورية والأوركسترا الفيلهارمونية السورية وغيرها وخلال دراستي التحقت بعدد من ورشات العمل والمهرجانات ضمن سورية وخارجها ومنها مهرجانا أوبرا “توشا وفلورنسا” بإيطاليا ومهرجان “أوركسترا الشباب” في ألمانيا وعزفت مع عدة فرق موسيقية على عدة مسارح عربية وعالمية”.

3

وعن مشاركته في موسيقا على الطريق وثلاثي الشام الوتري أشار شعلان إلى أن ثلاثي الشام هو فرقة لموسيقا الحجرة تتكون من ثلاثة عازفين كمان وفيولا وتشيلو موضحا أن موسيقا الحجرة هي من أصعب فنون الأداء الموسيقي حيث تتطلب مستوى احترافيا عاليا من العازفين في الإدراك والأداء وقدم الثلاثي عدة أمسيات في عدة مدن سورية.

وعن هدف المشاركة في مشروع موسيقا على الطريق قال شعلان “كان هدفنا في موسيقا على الطريق من خلال الحفلات التي أقيمت في شوارع وساحات دمشق إخراج الموسيقا الكلاسيكية الغربية من المسارح ودور العرض وتعريف الناس عليها”.

دخل شعلان عالم التأليف والتوزيع الموسيقي فبحسب تعبيره يجد نفسه في جميع هذه المجالات مبينا أن لكل مجال صعوباته وخصوصياته ومتعته الكبيرة.

ويؤمن شعلان بفكرة إيصال الجمال بواسطة الفن وعن ذلك يقول “قد يعبر الفن عن قسوة أو ألم لكن عليه أن يبقى جميلا” مؤكدا أن “الموسيقا شغف واتباع الإنسان لشغفه أمر شاق فالموسيقا تتطلب تفرغا كليا وعلى الموسيقي أن يبني شخصيته الموسيقية بدأب ليس فقط بالتمرين على آلته بل بدراسة العلوم الموسيقية النظرية وتكوين مخزون موسيقي سمعي عبر الاستماع الدائم والجاد للموسيقا”.

4

وأكد شعلان على أهمية العمل والتدريب والدراسة المستمرة للموسيقي ليصل إلى درجة الإتقان والكمال في مجال الموسيقا.

وعن نظرته للمشهد الثقافي والموسيقي في الوقت الحالي يرى شعلان أنه في “كل الحروب تتراجع الثقافة عموما والموسيقا خصوصا كونها تعتبر من أوجه الرخاء والترفيه حيث يضطر الفنانون إلى البحث عن وسائل بديلة أو تقديم فن بنوعية أدنى لتأمين لقمة العيش” لافتا إلى “أن هناك موسيقيين سوريين ما زالوا يعملون رغم كل الظروف الصعبة التي تتعرض لها سورية وهذا جهد يحترمون عليه وربما يحتسب للموسيقا أنها قادرة أحيانا على إلهاء الإنسان عن واقع مرير”.

وأضاف “ككل الفنانين أثرت الأزمة بشكل سلبي على عملي حيث تراجعت الفعاليات والحفلات والمهرجانات الموسيقية” مشيرا إلى أنه تابع عمله كمدرس في كلية التربية الموسيقية ومعهد صلحي الوادي واتجه أكثر نحو التأليف والتوزيع الموسيقي.

5

اقترن اسم شعلان بعدد من الأغنيات لعدد من المغنين السوريين كملحن وموزع موسيقي وعن علاقته بهذا الفن وحال الأغنية اليوم يقول “إن الأغنية هي أكثر أشكال الموسيقا شيوعا ورواجا في المجتمع والكلمة هي وسيلة لإيصال الموسيقا سواء اكانت جيدة أم رديئة”.

ووصف أغنية اليوم بـ “الرداءة” مضيفا “إن الأغنية المستهلكة الخالية من المضمون الموسيقي هي الغالبة اليوم ناهيك عن رداءة الكلمات والإسفاف في السوقية” موضحا أنه كان له عدة تجارب مع عدد من المغنين السوريين “الجادين” منهم ليندا بيطار وميس حرب وجوزيف ترتريان وسالي غنوم معربا عن أسفه لعدم تمكن تلك التجارب من الانتشار المطلوب رغم إعجاب الجمهور بها مرجعا السبب إلى “سوء التسويق والتقصير الإعلامي في هذا المجال”.

6

تعاون شعلان في عمله مع فنانين عرب وعالميين ومن أبرز الاسماء العربية السيدة فيروز ومارسيل خليفة والياس الرحباني وريما خشيش وأمال ماهر أما عالميا فعزف مع عدد كبير من قادة الأوركسترا العالميين والموسيقيين المرموقين أبرزهم مغنيا الأوبرا العالميان بلاسيدو دومينغو وروبيرتو ألانيا وفرقة غوريلاز.

وتعد تجربة العزف في الفرقة الموسيقية مع السيدة فيروز بحد ذاتها إنجازا كبيرا وقيمة فنية وعن هذه التجربة وما أضافته لشعلان يقول “إن فرصة الاستماع بشكل حي للسيدة فيروز هي حلم للكثيرين فما بالك بالعزف معها فيروز أيقونة فنية والتواجد على مقربة منها جعلني أدرك معنى تكريس حياة كاملة من أجل الفن والاعتناء الشغوف بأدق التفاصيل والالتزام لأبعد الحدود”.

7

شارك شعلان في مشروع ثقافي كبير ومهم في مجال توثيق طقس القداس السرياني وتسجيله في ألبوم ضمن توزيع موسيقي جديد وعن هدفه ومراحل إنجازه وكيف تم توظيف الآلات الحديثة لخدمة المشروع قال “كانت الفكرة هي المزج بين الألحان السريانية المتنوعة والمغرقة في القدم وتقنيات التوزيع والتأليف الحديثة وتوثيق أساليب الأداء والموروث السمعي السرياني كونها تناقلت سماعيا على مدى قرون وهذا المشروع رائد من نوعه واستخدمت عدة أساليب للتوزيع الموسيقي ضمنه وبعض التراتيل السريانية تم توزيعها هارمونيا وبوليفونيا لأوركسترا وكورال وبعضها لتخت شرقي وتم تسجيل هذا العمل على أسطوانة واستغرق التسجيل ثلاثة شهور من العمل المضني”.

8

وأكد أن هذا العمل يعد مرجعية وتوثيقا لتراث موسيقي غني ومهم يخص المنطقة معربا عن أمله أن يرى هذا المشروع الهام النور قريبا.

يذكر أن شعلان الحموي يحمل إجازة في الصيدلة من جامعة دمشق وعمل على تأسيس سداسي حمص الوتري وقدم عددا من الأمسيات المهمة في مسارح وشوارع حمص ويعمل حاليا على كتابة عدد من المؤلفات الموسيقية والأغاني وموسيقا الأفلام ويطمح إلى تسجيلها وتقديمها بالشكل الصحيح.

رشا محفوض