الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية تدخل حيز التنفيذ

دمشق-سانا

رسوم جمركية أمريكية إضافية دخلت اليوم حيز التنفيذ على منتجات صينية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في فصل جديد من مسلسل الحرب التجارية المتهورة التي افتعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متجاهلاً التحذيرات الكثيرة بشأن التداعيات السلبية المحتملة على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.

نسبة الرسوم الأمريكية الجديدة تصل إلى 15 بالمئة على واردات صينية تتجاوز قيمتها 125 مليار دولار وتشمل مجموعة واسعة من البضائع ولاسيما في قطاع الأغذية كما ستفرض رسوماً على بعض السلع الرياضية مثل مضارب الغولف وألواح التزلج على الماء والدراجات وآلات موسيقية وثياب رياضية وأثاث المنازل ومنتجات أخرى كثيرة من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على قدرة المستهلك الأمريكي الشرائية وتجعله يعاني من ارتفاع الأسعار.

السلع الصينية التي شملتها الرسوم الجمركية اليوم تضاف إلى منتجات صينية أخرى تفوق قيمتها 250 مليار دولار تخضع في الأصل لزيادة في الرسوم وبحلول نهاية العام الجاري ستتم زيادة الرسوم على مجمل الواردات الصينية التي تصل قيمتها إلى حوالي 540 مليار دولار بناء على أرقام عام 2018 وذلك في آخر دفعة مرتقبة من الرسوم في الـ 15 من كانون الأول المقبل.

الصين ردت على التحرك الأمريكي الجديد برفع رسومها على منتجات أمريكية بقيمة 75 مليار دولار على مرحلتين وفي الوقت نفسه فرضت رسوماً إضافية نسبتها 15 بالمئة على 1717 سلعة من إجمالي 5078 منتجاً أمريكياً مجددة التحذير من إجراءات ترامب التي بدأت بالفعل بإلحاق أضرار كبيرة بالأسواق والاقتصاد العالمي في الوقت الذي أطلق فيه صندوق النقد الدولي تحذيرات من تصعيد الرئيس الأمريكي الجديد في الرسوم الجمركية.

ترامب يصر منذ شهر آذار عام 2018 على استراتيجية فرض الرسوم الجمركية على بكين رغم فشلها الواضح وتأثيرها على الاقتصاد العالمي الذي يعتمد بشكل أساسي على المبادلات التجارية فيما ترفض الصين إجراء محادثات تحت التهديد وتدعو واشنطن إلى وقف تصرفاتها الخاطئة بهذا الصدد على الفور.

تبعات إجراءات ترامب العدائية ضد الصين ألقت بظلال ثقيلة على الاقتصاد الأمريكي فشهد تباطؤاً واضحاً مع تراجع استثمارات الشركات ومعنويات العائلات الأمريكية وانخفاض ثقة المستهلك في آب الماضي بنسبة 6ر8 بالمئة وهو أكبر انخفاض منذ عام 2012.

وأمام التحذيرات التي يطلقها خبراء أمريكيون ودوليون من تداعيات الحرب التجارية ضد الصين يتضح تعنت ترامب وتجاهله لنتائج سياساته على الأسواق والشركات الأمريكية أولاً فقد أكد ريتشارد كورتن الخبير الاقتصادي في جامعة ميتشغان الأمريكية أن “المعطيات تشير إلى تآكل ثقة المستهلكين بسبب السياسات المتعلقة بالرسوم الجمركية”.

وفي خضم التناقض الكبير في مواقف ترامب وسياساته تبحث بكين وواشنطن عقد الجولة التالية من مباحثات التجارة المباشرة في شهر أيلول الجاري فيما أعلنت وزارة التجارة الصينية قبل أيام أن “الآمال في تحقيق تقدم تتوقف على ما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة توفير الظروف الملائمة” لكن المؤشرات على ذلك ضئيلة للغاية مع تعنت ترامب المتزايد وتركه فسحة ضئيلة لتهدئة الوضع.

وفيما يستمر ترامب بتجاهل تبعات سياساته محاولاً إبعاد المسؤولية عن نفسه في تدهور الاقتصاد الأمريكي بإلقاء اللوم على عاتق الأمريكيين بمن فيهم المسؤولون والشركات ورجال الأعمال يقترب شبح حدوث ركود كبير في الولايات المتحدة في ظل الصعوبات المتزايدة التي تواجهها الشركات وسط حالة انعدام اليقين جراء النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين.

باسمة كنون

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency