دمشق-سانا
احتفاء بمسيرة الروائي الراحل فارس زرزور أحد أعلام الأدب الروائي السوري المعاصر انطلقت في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة اليوم فعاليات ملتقى فارس زرزور للإبداع الروائي الأول الذي تستمر فعالياته ثلاثة أيام بمشاركة أدباء ونقاد.
الملتقى الذي تقيمه مديرية ثقافة دمشق عرض في مستهله فيلم وثائقي عن حياة الأديب زرزور تضمن كثيرا من ملامح حياته وأدبه وثقافته وتحولاته الحياتية.
وكرم ضمن افتتاح الملتقى الدكتور سهيل ملاذي والكاتب عبد الرحمن الحلبي والأديب الراحل عدنان كنفاني تقديرا لمسيرتهم الثقافية والأدبية الحافلة ثم قدم أطفال “مشروع بكرا إلنا” مجموعة من المعزوفات والأغاني الوطنية والتراث الشعبي.
وفي ندوة شهادات وقراءات في إبداع فارس زرزور الروائي قالت الدكتورة ماجدة حمود: “عاش الروائي الراحل مظلوما من النقاد فلم يأخذ حقه في حياته كما عانى الفقر والألم ورغم كل ذلك جاءت كتاباته شاملة تعالج الهم الاجتماعي الجماعي كما كان صاحب نظرة اشتراكية وله حساسية عالية اتجاه البؤس الإنساني وتصدى للتقاليد البائسة في كتاباته ووقف بجانب العمال والفلاحين”.
أما الأديب فيصل خرتش فرأى في شهادته أن فارس زرزور ظل فقيرا إلى أن مات تحت وطأة الظلم والجهل الذي حرمه كثيرا مما يستحق لأنه لم يتخل عن صدقه ولا عن واقعيته فكشف مكامن الفساد والسلبيات والاستغلال.
وفي الوقت عينه قال الدكتور الناقد عاطف بطرس: “يعتبر فارس زرزور المؤسس الفعلي للرواية التاريخية في سورية بالمعيار الفني ولو أنه سبق بكتاب آخرين إلا أنه استطاع أن يقدم رواية تقوم على حل المعادلة الصعبة بين البطلين الروائي والتاريخي فحافظ على المحطات البارزة في حياة بطله تاركا لنفسه حرية التخييل بمكونات مقومات شخصيته”.
وفي شهادته أشار رئيس اتحاد الكتاب العرب مالك صقور إلى أن زرزور أحد أهم الأدباء العرب في القرن العشرين حيث خاض غمار الهم الاجتماعي والوطني ولكنه لم يأخذ حقه في حياته وعلينا أن نحاول إعطاءه بعض الحق ولا سيما أنه أبرز الأبطال الحقيقيين الذين ساروا ضد الاستعمار الفرنسي وسواه فهو كاتب اجتماعي وقومي وعروبي.
ووصف مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض الملتقى بأنه رمز بسيط وتقدير لأديب كبير قدم للعربية جانبا مهما من الثقافة ولا بد أن نسير بهذا النهج وفاء لرسالتنا الثقافية.
وتقام يوم غد ضمن فعاليات الملتقى ندوة بعنوان قراءات وشهادات في رواية الحرب على سورية يقدمها مجموعة من الأدباء والنقاد.
محمد خالد الخضر