الشريط الإخباري

قرية الهيت بالسويداء.. مبان أثرية وكنائس

السويداء-سانا

تنتشر في قرية الهيت الواقعة على الكتلة الشرقية لصبة اللجاة بالسويداء كنائس ومبان وبيوت أثرية تعود لمراحل تاريخية مختلفة ويمكن أن تشكل عوامل جذب سياحية في حال تسليط الضوء عليها وتسويقها على نحو مناسب.

وتقع قرية الهيت شرق مدينة شهبا الأثرية في منطقة سهلية ترتفع عن سطح البحر 1009 أمتار وتتبع لناحية شقا ويبلغ عدد سكانها نحو 2300 نسمة وتشارك اسمها مع منطقتين إحداها على نهر الفرات والثانية في حمص.

وأخذت أهميتها بحسب رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان من كونها على مسافة واسطة بين قرية الهيات وناحية شقا باعتبارهما مواقع تاريخية تشهد آثارهما على أهميتهما عبر العصور المختلفة من الفترات الكلاسيكية حتى العصور الإسلامية.

واسم الهيت كما يبين رئيس دائرة آثار السويداء ورد في النقوش القديمة “ايثا-ايتا” فالاسم القديم هيتا وأضيفت إليه باللغة العربية ال التعريف ولقد ورد جذر “هوي” في السريانية بصيغة هاوتا وتعني وهدة أو مكانا منخفضا أو القعر ولربما تطابق هذا المدلول مع القرية لوقوعها في سهل منخفض ومنبسط على حافة اللجاة.

وأهم المباني الأثرية في القرية وفقا للدكتور كيوان ما يسمى بيت عامر البالغة مساحته ما يقارب 1512 مترا مربعا والمؤلف من ثلاثة مبان حول باحة مبلطة وتظهر فيه الأروقة المعمدة والأسقف المتقنة والأقواس الحجرية والأدراج العامودية والدهاليز التي تربط الغرف ببعضها والإسطبلات والمعالف والخزن الحجرية إضافة لقاعة طويلة يرفع سقفها ثلاثة أقواس ضخمة وبناء على ذلك ربما كان هذا المبنى إداريا رسميا.

كما يبرز في الهيت كما يذكر كيوان ما يسمى بالقصر البالغة مساحته 1150 مترا مربعا ويضم مجموعة غرف حول باحة مبلطة وطوابق تحت الأرض إضافة إلى ظهور نحت الصلبان على السواكف والعضائد التي أضيفت خلال الفترة البيزنطية مع قاعة كبيرة يرفع سقفها أقواس وداعمات وتيجان مزخرفة فضلا عن وجود برج عند القاعات الشمالية الغربية يرتفع قرابة 13م بخمسة طوابق مع ظهور نقش يعود إلى عام 535 م وفقا لعهد شقا “التقويم الشقاوي” وكذلك أقبية بجوانب البناء.

وتضم الهيت كما يذكر الدكتور كيوان كنيستين أثريتين الأولى الجنوبية التي سكنت من قبل السكان المحليين في العصور الحديثة وأضيف عليها تعديلات أخفت القليل من أجزائها وتتوضع على الحدود الجنوبية وموجهة للشمال الشرقي مع واجهة رئيسية في الجنوب وأروقة ويدخل إليها عبر ثلاثة أبواب وداخلها صحن مركزي إضافة إلى صحنين جانبيين بأروقة حجرية وأقواس حجرية مع مذبح في الجهة الشرقية والمشاكي “فجوات بالجدران” وخزن جدارية بإطارات مورقة وأسقف ببلاطات بازلتية.

وتبعد الكنيسة الثانية الشرقية وفقا لرئيس دائرة آثار السويداء عن الأولى 90 مترا مع الاختلاف عنها بأن واجهتها نحو الغرب وصدرها إلى الشرق وصحونها الداخلية منارة بنوافذ صغيرة تحميها أفاريز حجرية ومصارعها من حجر البازلت إضافة إلى الأروقة والعقود الثلاثية.

وتنتشر في الهيت مجموعة من المنازل الأثرية تحيط بباحة في أعلى نقطة من القرية ربما كانت تمثل ديرا أشير إليه سابقا وحوض مياه مكشوف يقع إلى الشمال الشرقي من التجمع السكني وبركة تغذيها أقنية مائية وتتفرع عنها إلى القرى المجاورة مع وجود موقع يبعد قليلا عن القرية تكثر فيه الحصى والجدران الثخينة لربما يعود إلى الفترة اليونانية.

ويؤكد رئيس دائرة الآثار ضرورة وضع قرية الهيت ضمن خطة زيارات الوفود السياحية للمواقع الأثرية بالمحافظة انطلاقا من أهميتها وما تضمه من آثار وموقعها المميز.

ويدعو رئيس مجلس بلدية الهيت شادي نوفل إلى إيلاء اهتمام أكبر بآثار القرية والتعريف بها واستملاك المنازل الأثرية فيها لاستثمارها سياحيا بعد تخديمها بالشكل المطلوب.

عمر الطويل