التراث الفلسطيني في معرض بصالة الفن المعاصر

دمشق-سانا

تتجلى العمارة والتراث والأزياء الشعبية الفلسطينية في معرض الفنان الفلسطيني عبد المعطي أبو زيد في محاولة للحفاظ على الذاكرة الشعبية الفلسطينية والدعوة للتمسك بالأرض التي يحملها المهجرون في صدورهم اينما حلوا فتظهر في أدبهم وأشعارهم وتصاويرهم ليقولوا للعالم “لن نتخلى عن أرضنا لمحتلين بلا تاريخ ولا تراث ولا هوية”.

المعرض يقام بالتعاون بين وزارتي التربية والثقافة في صالة الفن المعاصر في القصاع لفنانين معلمين مزجوا بين رسالتهم التربوية والفنية كإشارة ورسالة أن التعليم فن وجمال وتربية اضافة الى رسالته التعليمية وفي هذا الصدد أكد الدكتور دارم طباع مدير مركز تطوير المناهج أن هذه الصالة احدى الصالات النادرة في المنطقة العربية من حيث أنها تربوية وتهتم بالفنانين المدرسين وهذا هو المعرض الثالث لها وتعد هذه التظاهرة ضمن المنهاج التربوي الذي تقوم به وزارة التربية فكل شخصية من المشاركين هي جزء من كتاب مدرسي وتعطي فكرة عن أعمال فنية معينة وبالتالي فقد خصص للفنان أبو زيد فصل من الكتاب المدرسي “التربية الفنية البصرية والجمالية” للصف الخامس.

الفنان أبو زيد أوضح لسانا في مكالمة هاتفية من المشفى لأسباب صحية ان هذا المعرض الذي يشارك فيه هو استعادة لأعماله منذ 47 عاما حتى هذه اللحظة وتعتبر الاعمال الجديدة امتدادا للأعمال الأولى التي تدور جميعها في حلقة واحدة فحواها التمسك بعروبة فلسطين كاملة وعدم التنازل عن أي شبر من ترابها مشددا على أن الهدف هو عودة الحق المشروع فنحن شعب ندعو إلى السلام طالما حصلنا على حقوقنا.

عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة أوضح أن المعرض يمثل تجربة الفنان أبو زيد الذي لم يتوقف عن المشاركة في المعارض المحلية والدولية الفردية والمشتركة مؤكدا دعم وزارة الثقافة لهؤلاء الفنانين وكل من يعمل لأجل القضية العادلة من خلال دعم صالات العرض في كل انحاء سورية لمواكبة نتاجات الفنانين التشكيليين.

الفنان محمد الركوعي أوضح لسانا أن المعرض يضم لوحات قديمة عمرها أكثر من أربعة عقود انقذت من التخريب والدمار على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة وأعيد ترميمها إضافة إلى لوحات جديدة تحوي أعمالا متنوعة لها أكثر من طابع ولكن تربط بينها خصوصية الفنان أبو زيد الذي اعتمد على الزي الشعبي الفلسطيني المبسط والطراز المعماري التراثي العربي الشرقي مع وجوه للمرأة الفلسطينية.

في حين أكد الفنان محي الدين الحمصي أن أبو زيد يعتبر من ايقونات الفن التشكيلي ولوحاته لها بصمة مميزة وهي مشغولة بالزيت أو الاكرليك إضافة إلى الباستيل الزيتي الذي يعطي للوحة احساسا بالحرارة والدفء مشيرا إلى أن الهم الوطني يجمع بين معظم لوحات أبو زيد.

الفنان موفق مخول أوضح أن اللوحات تحمل روح الارض في هويتها البصرية من خلال العمارة والأزياء وقد نجح ابو زيد بربط قضيته مع موهبته وأعماله الفنية التي امتعت احساسنا الفني وثقافتنا إضافة إلى أعطائها زخما معنويا في حب الأرض والتمسك بها اضافة الى البعد الانساني الذي تحمله هذه اللوحات مشيرا إلى التطور الواضح في خط اللوحات الزمني التي بدت أكثر عمقا ودلالة مع حفاظه على الهوية الفنية للوحاته التي تنتمي إلى المدرسة التعبيرية الرمزية.

بلال أحمد