المعوقة كاملة سليمان تصنع بمشغولاتها حكاية إرادة وإبداع

طرطوس-سانا

لم تمنع الإعاقة التي تعرضت لها كاملة سليمان في صغرها بفقدان البصر وضعف السمع من متابعة حياتها بشكل طبيعي وحياكتها بدقة متناهية العديد من الموديلات والمطرزات والألبسة من خيوط الصوف والحرير الطبيعي بألوان وأفكار جميلة لاقت استحسان وإعجاب كل من رآها.

سليمان التي تعيش وحدها في منزلها الريفي القديم في قرية السكية بريف الدريكيش بينت في تصريح لمراسلة سانا أنها أحبت مهنة الحياكة منذ الصغر قبل إعاقتها وبدأت تعود بذاكرتها إلى أيام الطفولة وما كانت تراه من أعمال الأهل والجيران بهذه الحرفة لتأتي بالصنارة والخيطان لتنسج من أفكارها تصاميم جديدة مميزة وتتفنن في كتابة الأحرف والرسومات على القطعة التي تنتجها بحسب رغبة الزبون لتقدم على مدى ثلاثين عاماً من العمل الكثير من الموديلات المشغولة.

وقامت سليمان بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” خاصة بها بمساعدة إحدى الصديقات بهدف التواصل مع أقرانها من ذوي الإعاقة لتتبادل الأفكار والآراء معهم ولإثبات وجودهم بالمجتمع وحرصت على المشاركة في مهرجان المياه والحرير العام الماضي لتكون بداية انطلاقتها إلى جمهور أوسع علها تجد سوقاً لتصريف منتجاتها إضافة إلى رغبتها في إيصال رسالتها بأن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم قدرات قد تفوق قدرات الأصحاء مطالبة المجتمع بأن يكون السند والداعم لهم .

سليمان التي تحب الحياة البسيطة التي لا تشوهها القسوة تأمل أن يقتنع الجميع بأن المعوق شخص فاعل ومنتج ومؤثر في المجتمع.

ووجدت سليمان في الراديو الصديق والمؤنس الأول لها الذي تعلمت منه أشياء كثيرة وأصبحت تدرك الحياة جيداً وباتت تعرف ماذا تعني كلمة معوق وماذا يفعل في حال امتلاكه الإرادة والتصميم وهي تواظب على الاستماع إلى إذاعة دمشق وما تقدمه من برامج منوعة وأكثر ما يشدها برامج ظواهر مدهشة والبرامج الثقافية والتعليمية.

ولفتت صفية سليمان أختها إلى أن كاملة تقوم بخدمة نفسها وتعتمد على نفسها ولا تقبل من يخدمها ولديها الكثير من القوة والإرادة والإبداع ومنتجات تبحث عن تصريفها.

سليمان تروي من خلال منتجاتها وتناسق الألوان الذي تصنعه حكاية الإرادة لامرأة سورية من نوع خاص قوية ومصرة على أن تفعل شيئا.

فاطمة حسين