من قبل أن تنشأ إسرائيل كانت هنالك اصوات تدعو إلى التنبه من الصهيونية .. من المؤسف ان احدا لم يسمع ولم يقرأ، ربما كان الاعلام غائبا ووسائله غير متاحة، ربما ايضا كان الواقع القومي العربي تحت سيطرة استعمارية وخصوصا بريطانيا التي احاطت الدعوات الصهيونية بعناية فائقة، اليس بلفور ابنها البار كي نعرف ان البريطانيين هم اول من وعد اليهود بدولة.
الآن وقع الفأس بالرأس، اقيم الكيان الاسرائيلي وصار، طارت فلسطين وتبخرت ولكنها ما زالت على قيد الحياة تقدم القرابين من اجل ان تستعاد. وفي كل يوم فضيحة صهيونية امام العالم، منها مجازر، ومنها قتل بلا رحمة، ومنها تصفيات، وبعضها منع من دخول المسجد الأقصى، حتى الصلاة يمنعونها بل يمنعون الشباب من تأديتها. الى ان كان آخرها شنق سائق عربي لحافلة اسرائيلي بعد ضربه بعنف.
مشهد شنق السائق يذكرنا مباشرة بسكاكين ” داعش ” وهي تستل الواحدة تلو الأخرى لتصفية ثمانية عشر جنديا سورية. ما الفرق بين شد الحبل على العنق الى حد حبس الدم فيه، ومشهد الدم يتطاير فوق الارض من الاعناق .. ثمة ملامسة بين فكرتين لا تخفيان السعي إلى التأثير على الآخر وخصوصا اذا ما كان عربيا وهو القتل بالاثر، اي ان يكون للقتل آثار مخيفة تدل عليه كي يؤثر في الآخرين ويخيفهم بعد ان يقرفهم من كل المفاهيم.
الصهيونية وداعش اذن .. الاولى حفلة جنون مستمرة منذ زمان اقامة الكيان، وداعش جنون مكمل يبغي ادارة لعبة الموت المؤثر على ما عداه.
أما الصهيونية فلن تتخلى عن فعلها الدموي حتى لو ولدت شكلا آخر عنها اسمه ” داعش ” .. صورة العنف الطاغية ضد ابناء المنطقة منذ ان صنعتها الصهيونية صار لها ان تجد صداها في التنظيم الإرهابي سيء الذكر الذي لديه ملايين الرصاصات ومع ذلك يستحسن الذبح الذي ما ان قرأنا عنه حتى عرفنا سببه الجوهري الذي تكمن وراءه عقيدة معروفة سبقت الصهيونية بسنوات حين مارست هذا النوع من القتل حتى قيل عن انهار دماء ولم تكن الجملة سريالية بل حقيقية.
يحتاج تحرير فلسطين وتحرير الارض العربية من ” داعش ” وشاكلته إلى بذل التضحية باعتبارها تطهرا من دنس ونجاسة .. كل حر يقتل على يدي العصابات الصهيونية والداعشية انما يفوز بالتطهر المطلق ولديه كل السعادة في ان تصل به افكاره كشهيد الى ما يصبو اليه، ألم يقل احد المفكرين العرب ” ان الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها ” فكان اول من دفع ثمنها حين تم اعدامه.
لن تهدأ فلسطين من بعث رسائل تحديها وبرقيات عودة ابنائها إليها، كما ان كل المناطق التي تضع “داعش ” يدها عليها سوف لن توقف حربها مهما اخافوا بالذبح وغيره .. الشكل الحيواني الداعشي مجرد طلة على الارض العربية سوف تتلاشى قريبا .. واذا كان الاعتقاد بان الأم الروحي لـ ” داعش ” اسرائيل سوف تنهار خلال سنوات قادمة كما يعتقد حتى كيسنجر ، فكيف عليه ” ابنها” المجرم ايضا.
بقلم: زهير ماجد