عطر دمشق وياسمينها يصل إلى أشهر شركات العالم في فرنسا- فيديو

دمشق-سانا

طموح فتي معطر بعبق الياسمين يعبر شذاه الحدود ويسجل علامة فارقة في تجربة مبكرة بدأها ابن دمشق الشاب أنس عباس محرزا خطوات متقدمة في صناعة العطور وصلت إلى أشهر الشركات العالمية.

ربيع أنس الـ19 تكلل بباقة من الإنجازات والتميز سبقه سعي واجتهاد في مهنة تركيب وتخمير العطور وذاع صيته كأصغر خبير عطور في الشرق الأوسط.

تفاصيل وخلفيات هذا الإنجاز شرحها انس في حديث خاص لـ سانا موضحا أنه إلى جانب دراسته في معهد التعويضات السنية شغله الغوص في عالم العطور المهنة التي أخذها والده قبل 25 عاما من خلال البحث عن سبل تطوير نفسه في هذا المجال عبر التواصل مع أهم خبراء العطور عالميا وجمع المعلومات المتوفرة في الكتب والانترنت.

صغر سنه لم يمنعه من خوض تحد مع الزمن للحصول على المعلومات حيث استطاع أنس الاطلاع على مختلف أنواع العطور وتركيبها وطرق تخميرها وتأثيراتها على أنواع البشرة كما تعمق في ميزات أشهر العطور العالمية وسبب انتشارها ورواجها في الأسواق إلى أن توصل إلى تركيب مبتكر تقدم به إلى موسوعة غينيس وشارك في مسابقة غراس الفرنسية في بيروت لأهم الخبرات والابتكارات العطرية وحصل فيها على المرتبة الثالثة.

اتجه أنس بعدها إلى فرنسا لاكتساب خبرة تركيب ومكونات العطور بأشهر شركات العطور الفرنسية مبينا أنه رغم قصر هذه المدة إلا أنها اكسبته الكثير من الخبرة والمعرفة في هذا المجال كما حصل منها على شهادة بأصغر خبير عطور في الشرق الأوسط.

وبعد عودته نجح أنس في تركيب مستخلص عطري أطلق عليه اسم “دمشق بلد الياسمين” تبنته شركة فرنسية عالمية سيطرح في الأسواق قريبا على حد قوله مضيفا: نحن ننتمي إلى بلد غني بالزهور والنباتات العطرية لذلك يجب أن يفوح عطره في كل أصقاع الأرض.

الحماس والطموح اللذان يتمتع بهما أنس جعلاه يتصدر حديث ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي كتجربة فتية تحظى بالتقدير والاهتمام ومن الأسئلة والاستفسارات ما قاده إلى عمل برنامج ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي ليكون منبرا يقدم من خلاله خبرته ومعلوماته ويجيب عن أسئلة الناس ليوضح بعض الأفكار الشائعة حول العطر وتركيزه.

يقول أنس: “أحاول أن أعطي العطر الذي يناسب الشخصية مع مراعاة الفصول ونوع البشرة” لافتا إلى أن مجال العطور تعرض لتشويه وتزييف بسبب عدم استناده لطرق صحيحة في التخمير ونسب مدروسة في التركيب مقترحا وجود جهة مختصة في مهنة العطور تضبط العمل وتعنى بإرشاده وصناعته لأن سورية تملك مقومات تجعلها في مقدمة هذه الصناعة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.

كما يستعد أنس لإقامة دورة تدريبية خاصة بالعطور ستنطلق بعد رمضان في مدينة الشباب بدمشق لمتدربين من سورية ولبنان.

لا يقف أنس بطموحاته عند ما حققه بل يتطلع إلى برنامج عالمي مختص بالعطور وشركة خاصة بالعطور تحمل “دمشق بلد الياسمين” ليصل اسم سورية ويفوح ياسمينها في كل العالم.

لم تكن طفولة أنس بعيدة عن العطور والعمل بها وفق والده منصور عباس الذي أكد ان نجاح ابنه في هذا المجال جاء بقدرته على جمع معلومات علمية دقيقة رغم صغر سنه معربا عن سعادته بذلك وأمنيته أن يكون إنجازه مقدمة لمستقبل أكثر تميزا وأن يتحلى بالأمانة والأخلاق واحترام المهنة.

اتخذ أنس الإيجابية حلا للرد على بعض المخاوف التي راودته في خوض طريق الإنجاز والتميز منها ما كان مصدره بعض الأصدقاء المحيطين به فكانت دلال نجم إحدى صديقاته اللواتي شجعنه على المضي في هذا المجال حيث أن التميز والنجاح يبدأ بخطوة حسب تعبيرها مضيفة: منذ 3 سنوات ظهرت إمكانيات واهتمامات أنس واستطاع أن يطورها وينميها بسرعة وثبات.

ولفتت نجم إلى أن التحفيز مهم للشخص الطموح لكن يجب أن يكون نابعا من الذات وهذا يحتاج إلى إيمان بفكرته من أجل تحقيق الهدف أن أنس سيكون له اسم سوري عالمي.

مها الأطرش