عادات رمضان في ريف حمص.. موروث شعبي يتجدد كل عام ويأبى الاندثار

حمص-سانا

تتنوع العادات والتقاليد التي ترافق شهر رمضان المبارك من مكان إلى آخر ويختلف فيها الموروث الشعبي بين الريف والمدينة إلا أن الأرياف تشترك بطقوس مميزة يغلب عليها طابع الألفة والبساطة والمحبة بين الاهل والجيران ففي ريف حمص لا تزال العائلات تحافظ على عاداتها المتوارثة سواء من ناحية الأطباق الرمضانية الشهية إلى الأهازيج والأفراح واللقاءات التي تجمع الناس في سهرات وليالي رمضانية.

فمع حلول شهر رمضان تفرض حرارة الطقس ونهار الصيام الطويل أنواعا كثيرة من المشروبات الباردة لكن ابريق اللبن العيران كان دائما هو سيد المشروبات لدى أهالي ريف حمص الشرقي كما تقول الامرأة السبعينية (أم محمد) من قرية الشعيرات وهذا عدا عما يجود به الريف الحمصي من مشتقات الحليب بما فيها الزبدة العربية والعسل والبيض وأنواع الزبيب والتين المجفف والدبس.

وعن اجتماع الأهل والأصدقاء على موائد إفطار جماعية يقول أبو إبراهيم من قرية تليل في الريف الغربي: إن مائدة رمضان تشكل فرصة كبيرة من أجل لم شمل العائلة من كبيرها إلى صغيرها وغالبا ما يتبادل أرباب الأسر أدوارهم في دعوة الاخوة والأقارب إلى الأفطار في منازلهم واحدا تلو الآخر فتجتمع العائلة هذا الأسبوع مثلا عند أحدهم وفي الأسبوع الآخر عند الثاني وهكذا فيما تشارك نسوة العائلة في إعداد اطباق الإفطار الشهية .

ويقول أبو ابراهيم انه عقب انتهاء الجميع من الإفطار تبدأ السهرة الرمضانية وعادة ما تتوجها (كاسات المتة) أو (أباريق الشاي) مع المقبلات الأخرى والفواكه الصيفية التي تشتهر بها القرية لتبدأ الأحاديث عن القرية وما يدور فيها من جديد وقديم فتتعالى الضحكات وتحضر الذكريات ثم يصمت الجميع عند بدء المسلسل أو البرنامج التلفزيوني الترفيهي الذي يتابعه الجميع.

أما موعد السحور فله حكاية أخرى فهنا لا يعرف اهالي الريف ما يسميه أهل المدن بـ(المسحراتي) بل إن صفاء الطبيعة وهمساتها هي من ينبه الأهالي إلى حلول موعد السحور لتطغى أدوات الطبيعة على كل أدوات التكنولوجيا من منبهات وأجهزة ذكية وكما هي العادة يوصي الأطفال الصغار آباءهم بإيقاظهم لتناول السحور معهم وتعود الأسرة للاجتماع ثانية قبل انبلاج الصبح وبدء آذان الفجر الذي يتزامن مع صياح الديك وبعدها زقزقة العصافير التي تملأً المكان مؤذنة بمطلع نهار جديد.

 حنان سويد