موسكو-سانا
أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لتقويض السلطات الشرعية في فنزويلا داعيا واشنطن إلى الامتناع عن التدخل في شؤون هذا البلد وأن تعمل ضمن أطر القانون الدولي.
وقال لافروف في مستهل محادثاته في موسكو اليوم مع وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا: “إننا نرى الحملة التي لا سابق لها بقيادة الولايات المتحدة لتقويض السلطات الشرعية في فنزويلا ونحن ندين هذه الحملة باعتبارها انتهاكا فظا لجميع مبادئ القانون الدولي الموثقة في ميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد أن “الفنزويليين وحدهم هم الذين يحق لهم تقرير مصير بلادهم” مشيرا إلى أن “حل الأزمة التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن يتطلب حوارا لا محاولات للاستيلاء على السلطة بالقوة”.
من جهته أكد وزير الخارجية الفنزويلي رفض بلاده للمحاولات الأمريكية تقويض سيادة فنزويلا مشيرا إلى أن هذه المحاولات منيت بفشل ذريع.
ولفت أرياسا إلى أن العلاقات بين موسكو وكاراكاس تكتسب أهمية خاصة على خلفية ما تقوم به الولايات المتحدة حاليا تجاه فنزويلا وقال إن هذه العلاقات مهمة ليس لبلدينا فقط بل وللعالم بأسره ايضا”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات حذر الوزيران من مغبة التدخل الأمريكي المحتمل في فنزويلا.
وقال لافروف إن موسكو و كاراكاس متفقتان على أن أي استخدام للقوة في فنزويلا خارج إطار المواثيق الدولية قد يقود إلى تبعات كارثية.
وفي تعليقه على التهديدات الصادرة عن كبار المسؤولين الأمريكيين وخاصة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول احتمال لجوء واشنطن إلى “الخيار العسكري” لحل الأزمة في فنزويلا أعرب لافروف عن ثقته بأن هذه التصريحات لا تعكس نوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يبد نيته التدخل في فنزويلا أثناء مكالمته الهاتفية الأخيرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي.
وقال لافروف: “أملي كبير بأن واشنطن لا تخلو من محللين يقدرون عواقب أي خطوات غير مدروسة”.
وجدد وزير الخارجية الروسي استعداد موسكو للمساهمة في تجاوز الأزمة الراهنة في فنزويلا بالتعاون مع كاراكاس وعواصم أخرى مضيفا أن بلاده تتابع باهتمام تطور مواقف مجموعة الاتصال الدولية حول فنزويلا وتدعم الجهود التي يبذلها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لحل الأزمة الراهنة.
ولفت لافروف إلى أن تسييس مسألة المساعدات الإنسانية لفنزويلا أمر غير مقبول مؤكدا ضرورة مواصلة تقديم هذه المساعدات عبر قنوات الأمم المتحدة و”آليات مقبولة” لدى الحكومة الفنزويلية تفاديا لاستخدام هذه القضية ذريعة لانتهاك السيادة الفنزويلية.
من جهته أكد وزير الخارجية الفنزويلي أن الرئيس مادورو لا يزال يصر على أن “الحوار هو الحل الوحيد للأزمة” مشيرا إلى تمسك كاراكاس بضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وعدم قبول طريق تغيير السلطة بالقوة.
وعبر أرياسا عن امتنان بلاده لروسيا التي تساعد فنزويلا في تشكيل مجموعة دول في الأمم المتحدة تدعو للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة الذي يمثل مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول أحد مبادئه المحورية.
وتتعرض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذى يمتلك ثروات نفطية هائلة والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.