قصي الأتاسي.. 70 عاما من العطاء والفصحى معشوقته الأولى

حمص-سانا

عشق المفكر والناقد والمترجم الدكتور قصي الأتاسي على مدى سبعين عاما من عمره التسعيني اللغة العربية الفصحى وظلت هاجسه الأول سابرا أغوارها ومتأثرا بمبدعين من شعراء وأدباء ونقاد.

الأتاسي الذي مازال يمتلك ذاكرة حاضرة نراه اليوم يجادل ويناقش في مختلف المنابر الثقافية بحمص مدافعا بقوة عن هذه اللغة الأم داعيا إلى التمكين لها بوجه اللهجات الدخيلة وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها.

شغفه باللغة العربية دفعه إلى ترجمة عشرات الكتب والروايات من الروسية والفرنسية إلى العربية ومنها كتاب /كيف إدرك العالم/ للكاتبة الروسية أولغا سكوركوفا و/ما بعد الاسلام/ و/فلسفة الرسالات السماوية/ كما ترجم روايات تولوستوي وكازانوفا ومختارات شعرية فرنسية إضافة إلى العديد من الدراسات النقدية والأدبية.

وعن رأيه فيما وصلت اليه اللغة العربية اليوم بين الأتاسي في حديث لـ سانا أن “الفصحى تمر بأزمة حقيقية فهي لا تلقى العناية الفائقة والتلفاز يلعب دورا خطيرا في ذلك من خلال المقابلات والمسلسلات والبرامج التي تكرس المحكية الدارجة ما يسيء الى الفصحى ويبعدها عن الساحة إضافة لاستخدام المدرسين في المدارس والمعاهد والجامعات المحكية في التدريس ما يضعف من تمرس الطلبة على التحدث بالفصحى”.

وأعرب الأتاسي عن خشيته على اللغة الفصحى في ظل تبني المنابر الثقافية حاليا لشعراء وقصائد باللهجة المحكية بعيدا عن الوزن والتفعيلة وهو ما لا يمت برأيه إلى الشعر بأي صلة.

وعن تأثره بالأدباء والمفكرين العرب بين أنه يعشق من الشعراء /المتنبي وأبا فراس الحمداني/ ومن الكتاب /الجاحظ وابن حيان التوحيدي/ والأخير برأيه لم يعط حقه في المناهج التدريسية رغم انه كاتب كبير ويتفرد بأسلوبه.

المرحلة الحالية بحسب الأتاسي “تشهد ركودا فكريا وشعريا مقلقا حيث تكاد تخلو الساحة الشعرية والأدبية من المبدعين” معتبرا أن ما تنتجه هذه الساحات حاليا هو مجرد ومضات لا ترقى إلى ما تركه السابقون.

والمثقف برأي الأتاسي لا يصنع مجتمعا لوحده ولكن ما ينتجه من إبداع وفكر قد يؤخذ به حسب الضرورات واصفا واقع الثقافة العربية اليوم بالمتأزم جراء الأوضاع في الدول العربية.

الأتاسي الذي يمتلك مكتبة موسيقية مميزة بالأشرطة والاسطوانات القديمة ويعزف على آلة العود تحدث عن شغفه بلغة العالم داعيا إلى تقديم قصائد تصبح أغاني تعبر عن فرح الشعوب وترقي من فكر جيل محمل بالأمل والفرح لوطن عزيز منيع معافى.

يذكر أن قصي الأتاسي نشا في حمص ودرس في ثانوياتها ثم حصل عام 1953 على إجازة اللغة العربية في الجامعة السورية آنذاك بدمشق ليحمل بعدها بعام شهادة الدبلوم التربوي وعلم اللغة العربية في مدارس سورية وخارجها وصولا إلى جامعة البعث التي درس فيها لنحو عشرين عاما.

حنان سويد

انظر ايضاً

الايجاز والشعر… محاضرة الدكتور قصي أتاسي في ثقافي حمص

حمص-سانا سلط الدكتور قصي أتاسي في محاضرة استضافها المركز الثقافي بحمص اليوم الضوء على أهمية …