الشريط الإخباري

من ينكر قيامتها؟.. سورية حقاً قامت

 من له أن ينكر قيامتها.. سورية حقاً قامت ووهبت فصحها المجيد لكل من أقام صلاة العيد على مذبح الوطن المقدس.. فإن مر يهوذا من جديد بحلته الأميركية لصلبها من يدها الاقتصادية وجد في مقاومتها من يقول: إنه ليس بالنفط وحده تحيا الشعوب، بل بكل قطرة من دماء الشهداء… فهل وصل النداء لكل من يحاول خطف فصح سورية وتلوين (بيض) القرارات الدولية على مزاج دونالد ترامب أو بصبغة الحيادية؟..

لون القرار السوري هو ذاته لم يتغير منذ ما قبل 2011 وما بعده، من آستنة وجنيف وفي كل ما يدور في هذا الفلك السياسي الذي يبقى على قيد الميدان، والميدان فقط من يعطيه المصداقية…

فهل نصدق بعد أن رجب طيب أردوغان شريك في خفض التصعيد؟ وخروقات الاتفاق بلغت ذروتها مع شمس العيد في ريف حماة وحلب حتى بدا المشهد بعد يوم واحد من بيان آستنة وكأنه انقلاب على الطاولة في نور سلطان قام به السلطان العثماني بعد أن حاصره السوري والروسي في البيان الختامي.

علمنا التاريخ ألا نثق بالتركي وخاصة أردوغان، لكنه اللجام الروسي البارد يحاول اختبار الحالة في آستنة وتوريط العثماني بالتوقيع على التعهدات وهذا لا يتنافى مع رد الجيش العربي السوري على كل قذيفة تخرق خفض التصعيد بل يكاد يقنعنا ويقنع الحلفاء بأن نضج العملية العسكرية في إدلب وشرق الفرات هو من يدفع الأعداء إلى الطاولات السياسية!

فالشعب والجيش السوري لن ينتظرا أكثر تلك الياقات الدبلوماسية حتى تتحضر والأجواء بالرقة ودير الزور تعكس الحالة أكثر ..فالأرض هناك تنطق سيادة، لذلك خرجت الأصوات الشعبية من هدير الفرات بإخراج) قسد(على نعوش واشنطن.. فما كان من الميليشيات الانفصالية، إلا أن تطلق الدواعش لترهب الأهالي…فهل يستل ترامب سيف البغدادي من جديد؟

إن سقطت الحسابات الدولية من احتلال دونالد ترامب لشرق الفرات، فالحساب الشعبي والعسكري السوري بانتظاره وهو جارٍ في كل شبر سوري وكل عقدة نتجاوزها في الميدان هي ورقة سياسية تربكهم أكثر.

فلا تعجبوا إن شددوا العقوبات الاقتصادية على سورية والمقاومة في المنطقة، فموجز العبارة خسروا أغلب الميدان في سورية..

يعض دونالد ترامب بأنيابه على النفط حول ايران، ويخلط أوراق المنطقة كلها…يشعل لهيبها في ليبيا ويدخل من الثقوب في الجزائر والسودان… يريد الفوضى في كل مكان حتى يمر بصفقة القرن فوق العكال السعودي..

ألم تسمعوه يكرر الكلام لآل سعود وكل التيجان المهتزة شعبياً في ارتجاج (نطحة القرن)… قال لهم في وجههم مرة أخرى: أنا أحمي عروشكم!..

على السعودية أن تدفع بما هو أكثر من نفطها.. عليها أن تقدم له كل ما تبقى من أوراق التوت عليها كبوادر حسن النية… فالقادم هو الأهم للانتخابات الرئاسية الأميركية.

على ترامب أن يضع في صندوقه الانتخابي ما يرضي اللوبي الصهيوني…وهذا ما لمح له نتنياهو عندما هم بتسمية أحد الشوارع في الجولان المحتل باسم دونالد ترامب… كبادرة حسن نية.

بوادر حسن النية تنمو وتتكاثر في ظل ما يحدث خاصة من إسرائيل والسعودية، وعلى المنطقة أن تتفحص الشياطين الكبرى في تفاصيلها طالما أنهم أي بعض العرب غضوا البصر عن الشياطين الصغرى ..دخلوا في لعبتها وتورطوا إلى حد أن تستصرخ الاردن النجدة ويغسل الملك يديه من تلك الصفقة …صفقة القرن.

للعرب في حالهم تخليص أنفسهم من البوادر والمبادرات قبل أن تعبد إسرائيل طريقها بالنيات الحسنة…. هذه النيات لن تمر يوما من أرضنا من جولاننا من كرامتنا.

نسعد بكل أسير يتحرر لنا من سجون الاحتلال… لكننا نعرف النية الإسرائيلية جيداً، ولن يكتمل فصحنا إلا فوق الجولان.

بقلم: عزة شتيوي