يوماً بعد آخر يزداد أوار المؤامرة على سورية, وتبرز التحديات أمام الشعب العربي السوري متمثلة بحصار جائر على الصعد كافة تستهدف لقمة عيشه من قبل دول وحكومات تدعي الديمقراطية وتتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان.
تلك الدول فشلت في حربها الإرهابية على سورية, وارتدت على أعقابها, وفشل معها مشروع التقسيم وإعادة التموضع الإقليمي, واندحر الإرهاب من معظم الأراضي السورية وانحشر في زاويتي إدلب والتنف في انتظار حل لا بد منه يتمثل في عودة جميع الأراضي السورية إلى سيادة الدولة السورية.
الشعب السوري بقي خلال سني الحرب الإرهابية المفروضة عليه قوياً متماسكاً لم تهزه كل فصول المؤامرة رغم اشتراك أكثر من مئة دولة فيها بهدف تحويل سورية إلى «دولة فاشلة» وبالتالي انفراط عقد المقاومة الحصن الأخير في وجه المشروعات التقسيمية في المنطقة والمدافع الأول عن القضايا المصيرية وأولها قضية فلسطين ومجابهة الاحتلال والظلم والتفرد بالمنطقة.
وجاءت الحرب الإعلامية, وسياسة التضليل وتزوير الحقائق, وتم استخدام أكثر الوسائل التقنية تطوراً في العالم لحرف الموضوعات عن مسارها مع ضخ كبير للأكاذيب والأموال لكنها فشلت كلها في النيل من ثوابت الشعب العربي السوري وصموده, وبقي متماسكاً يُداوي جراحه بيده مع مساعدة الأصدقاء.
والآن يأتي آخر فصول المؤامرة وأكثرها خطورة وإيذاء وخبثاً وهي الحرب الاقتصادية متمثلة بالإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة من قبل الولايات المتحدة ومن يحركها ويتحكم بقرارها, وأدواتها في المنطقة لتحقيق ما فشلوا به في حربهم الإرهابية المسلحة ضد سورية ومن خلفها حلف المقاومة.
قوت الشعب السوري وأسباب معيشته الأساسية هي هدف تلك الإجراءات الاقتصادية القسرية لمنعه من الفرح بانتصاره الأسطوري, ولتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه في الحرب, والنيل من ثوابته والتفافه حول وطنه وجيشه وقيادته, ولتمرير ما يمكن تمريره من صفقات ومؤامرات على المنطقة لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي في غفلة من العرب.
لكن هذا الشعب, وعلى مر الزمن, تخطى بجدارة واقتدار كل العوائق والصعاب في سبيل الحياة, لأن هذه الأرض هي مهد الحضارة ولا يمكن لشعب متجذر في التاريخ لآلاف السنين أن يخضع وينحني مهما كبر الحصار وكثرت الملمات.
بقلم: جمال ظريفة