دمشق-سانا
تعود نشأة أدب الأطفال في سورية إلى أكثر من قرن عندما اضطلع أدباء وفنانون كبار بتخصيص جزء من نتاجهم للصغار لتقديم قيم تربوية تجمع بين المعرفة والسلوك الإيجابي وتناسب ذهنية الطفل.
وخلال ملتقى أدب الأطفال الذي اقيم في مجمع دمر الثقافي مساء اليوم بمشاركة عدد من كتاب وفناني أدب الأطفال استعرض الشاعر بيان الصفدي أبرز الشعراء في سورية الذين أغنوا هذا النمط مثل رزق الله حسون 1825 -1880 والمدرسين الذين ألفوا لطلابهم قصائد مثل مصطفى الصواف وسليم عجوري وعبد القادر المبارك.
وعرض الصفدي مجموعة من أسماء الشعراء الكبار الذين |أضافوا وجددوا الكثير للقصيدة الشعرية الطفلية مثل سليم الحنفي وعز الدين علم الدين وخير الدين الزركلي الذين ركزوا في قصائدهم على سورية والعروبة وعلى قيم العلم.
ولا يقل الرسم أهمية عن الشعر الموجه للأطفال والذي تحدثت عنه الفنانة التشكيلية لجينة الاصيل مشيرة إلى أهمية إدخال تقنيات لوحة الكبار إلى الأطفال وإقامة ورشات عمل للشباب الموهوبين في مجال الرسم للأطفال للاستفادة من إبداعاتهم وتسخيرها لدعم الطفل السوري.
وركزت الأصيل على أهمية أن تكون الرسوم الموجهة للأطفال تراعي الهوية السورية وتحاكي تراثنا ومعالم بلدنا مشيرة إلى الاعتراف بأهمية رسام الأطفال وتقدير دوره وتشجيعه.
وعن الطفل السوري المعاصر واحتياجاته الثقافية تحدثت أريج بوادقجي رئيس تحرير مجلة شامة عن ضرورة فهم الطفل السوري وتقديم ثقافة له تناسب فكره وشغفه الحالي لافتة إلى أن الطفل المعاصر مرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي ويعاني شحا عاطفيا ومشاكل اجتماعية نتيجة متابعته لفيديوهات غير تربوية منبهة إلى ضرورة تأسيس محتوى رقمي سوري يواجه هذا المد.
وختمت الندوة بمداخلة للشاعر قحطان بيرقدار رئيس تحرير مجلة أسامة تحدثت عن تاريخ المجلة التي تأسست على يد أدباء ورسامين كبار مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على مشروع متكامل يحتاج إلى مثابرة وجهود رسامين وكتاب مخلصين للأطفال لإيصال القيم التربوية والمعرفية عبر اللقاءات التفاعلية مع الأطفال لمعرفة آرائهم وإغناء المجلة بها.
ونوه بيرقدار بالأقلام الجديدة الواعدة بأدب الأطفال لا سيما في مجال القصة القصيرة والتي تقدم موضوعات جديدة وفكرا معاصرا يحاكي طفل اليوم ويلبي احتياجاته.
يشار إلى أن ملتقى أدب الطفل جاء ضمن ختام فعاليات مهرجان دمر الثقافي الثالث الذي ضم ندوات وأمسيات أدبية وفنية.
ميس العاني