اللاذقية-سانا
كشفت دراسة بحثية نفذها فريق متخصص بدائرة الموارد الطبيعية في مركز البحوث العلمية باللاذقية أن الحرائق هي المسبب الرئيسي للضرر الذي لحق بغابات المحافظة خلال العامين الأخيرين الى جانب الممارسات الخاطئة للسكان المتمثلة بقطع الأشجار لأغراض التدفئة والاحتياجات المنزلية الأخرى.
وذكرت الدراسة أن مساحة الغابات المتضررة في العامين الأخيرين حتى شباط عام 2014 بلغت نحو 2924 دونما معظمها ناجم عن الحرائق وتوزعت على غابات خربة الجوز ونبع المر ومعظم الغابات بمنطقة كسب مشيرة إلى أن محمية الفرنلق كانت الأقل ضررا بفعل الحرائق.
وأشارت الدراسة إلى أن الممارسات الخاطئة في المساحات المشغولة بالسياحة ومنازل المزارعين أدت بشكل أو بآخر الى تدهور الغطاء النباتي الغابي كالأشجار المعمرة بفعل القطع الجائر وخاصة في السنوات الأخيرة لاستخدامها في عمليات التدفئة والاحتياجات المنزلية الأخرى.
وحذرت الدراسة التي نفذت في مختلف مناطق الحراج باللاذقية من أن تدهور بيئة الغابة ينعكس سلبا على نمو ووجود بعض النباتات العطرية والطبية في أماكن وجودها الطبيعية في الساحل السوري الذي يعتبر موطنا أصليا لمعظم الأنواع مثل الزوفا وغيرها وحتى وجود بعض أنواع الطيور.
وأوضحت رئيسة دائرة الموارد الطبيعية في مركز البحوث العلمية الزراعية الدكتورة سمر حسن أن فريق العمل المتخصص بالدائرة أعد دراسة بناء على الملاحظات التي تمت مشاهدتها خلال الجولات الميدانية التي نفذت في أماكن الحراج والغابات في الساحل السوري وقدم نسخة منها إلى الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بدمشق وتضمنت مجموعة من الأفكار والمقترحات التي تتركز على إعادة تأهيل الغابات المتضررة بفعل الحرائق وعوامل التدهور الأخرى من أجل المحافظة على التنوع الحيوي في بيئة الغابة.
وتهدف الدراسة حسب الدكتورة حسن إلى إعادة تأهيل الغطاء الشجري في الغابة وزراعته بالأنواع ذات الأوراق العريضة المقاومة للجفاف والحرائق والتي تعتبر من الأشجار الموجودة أصلا في المنطقة وإعادة تأهيل الغطاء النباتي تحت الغابة عن طريق زراعته بالأنواع الشجيرية العشبية والتي كانت موجودة بصورتها البرية الطبيعية في المكان وتحديد خصائص التربة الهيدروليكية ومتغيراتها والتركيز على التنوع الحيوي النباتي والحيواني.
وكشفت الدكتورة حسن عن وجود دراسة بحثية سيتم العمل عليها لاحقا تتركز على إعادة تأهيل المناطق المتضررة بفعل الحرائق باستخدام الأنواع الشجرية عريضة الأوراق كالسنديان البلوطي في غابات محافظة اللاذقية وتأثير الري التكميلي على الكتلة الحيوية ونسبة الزيت المنتج لنباتي الزوفا والزعتر البري في
الساحل السوري ودراسة حول تطبيق نموذج الميزان المائي لدراسة تأثير ديناميكية التغطية النباتية للسنديان البلوطي على العمليات الهيدروليكية في الميزان المائي.
وتشكل مساحة الغابات في محافظة اللاذقية نحو/31/بالمئة من إجمالي مساحة الغابات في سورية والتي تبلغ مساحتها الإجمالية /85257/ هكتارا فيها أشجار الصنوبر البروتي أو الثمري والقيقب والسنديان والخرنوب وكثير من الأنواع الأخرى التي يقل وجودها في مكان آخر على سواحل دول حوض المتوسط.