دمشق-سانا
علاقة الشاعر الراحل نزار قباني بدمشق لا تقف عند الرابط الذي يجمع مبدع بمدينته بل كانت الفيحاء عند قباني بمثابة الحبيبة والجنة الموعودة وأرض الأحلام.
وحول ذلك تحدث الباحث والأديب غسان كلاس خلال محاضرة له في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بعنوان “نزار قباني أبجدية الياسمين” أن نزار شاعر نقل وجه دمشق التاريخي للدنيا قاطبة مصورا حالة الأمة العربية الاجتماعية والإبداعية والسياسية وجسد ذلك شعرا فكان كمن يوثق ما جرى بقصائده.
واستعاد كلاس بداية نزار مع الشعر مع مجموعته الأولى “قالت لي السمراء” التي صدرت عام 1944 حيث قدم له الدكتور منير العجلاني وزير المعارف آنذاك ووضع الفنان خالد العسلي رؤيته على الغلاف مبينا أنها ضمت في طبعتها الأولى 27 قصيدة من بواكير تجارب نزار ولكن عندما أعاد طباعتها زادها إلى 33 قصيدة.
واستفاض كلاس في الحديث عما كتبه نزار من مقالات ونصوص في الصحف والمجلات مبينا أن نثره لم يجمع كما شعره الذي صدر كله في حياته باستثناء مجموعة طبعت بعد رحيله بعنوان “أبجدية الياسمين”.
وأكد كلاس أن نزار قباني يهتم بتاريخ اللحظة للتوثيق في أعماق دمشق فضلا عن اهتمامه بموضوع التراث وملامح البناء الوطني عبر تغزله بدمشق القديمة وبيوتها من المقرنصات والورد والزخارف والحيوانات الأليفة والأبنية من مئذنة العروس والكلية العلمية الوطنية التي درس فيها وحمام نور الدين الشهيد والتي تفاعل معها.
وختم كلاس بتركيز قباني في مضمون قصائده على مسألة الجمال والذوبان بالأشياء مشيرا إلى أن نزار أسهب في قصائده عن القضية الفلسطينية والعرب والعروبة ودعا للتكامل العربي والوحدة ومجابهة العدو.
وتلت المحاضرة مجموعة من المداخلات للأدباء نزار بني المرجة وسليمان السلمان وأحمد علي هلال وصبحي سعيد كما قرأ كلاس مجموعة من قصائده منها “هذي دمشق وهذي الكأس والراح”.
محمد خالد الخضر