جدارية “عين على سورية” تنقل رؤية الفنانين الشباب للواقع السوري

دمشق-سانا

قدم سبعة عشر فناناً تشكيلياً ومصوراً فوتوغرافياً من ضمن تجمع فناني فلسطين التابع لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في خان أسعد باشا عند ظهر اليوم لوحة جدارية بعنوان عين على سورية تتألف من مئة وأربعة أعمال منفذة كلها باللونين الأبيض والأسود وبتقنيات الاكريليك والغواش والزيتي وطباعة الشاشة الحريرية.

وشكلت اللوحة الجدارية من خلال توضع الأعمال بداخلها عينا بشرية حيث تداخلت الخطوط والكتل والأشكال لتعطي تكوينا فريدا للجدارية وبشكل فطري كما ضم المعرض المرافق للجدارية عدداً من اللوحات التشكيلية والفوتوغرافية بتقنيات متنوعة ومواضيع وأحجام مختلفة عكست توجه كل فنان فجاءت غنية بالرؤية الفنية وبالمواضيع التي تفاوتت بين اللقطات الإنسانية والعلاقات البشرية وبين انعكاس الواقع على الناس والأماكن.1

والفنان معتز العمري شارك بالجدارية بسبعة عشر عملا تنوعت بين الرسم والغرافيك بتقنية طباعة شاشه حريرية ويقول.. إن مضمون الأعمال التي قدمتها في الجدارية يتحدث عن سورية وما يجري فيها من حرب كونية من خلال وجوه الأشخاص الحزينة وعبر مدينة دمشق القديمة وبيوتها اضافة الى الحضارات في سورية التي كانت شاهدا على قوة هذا البلد وصموده في وجه التحديات والمعتدين.

والفنانة لينا نبهاني تقول اعتبر مشاركتي بهذا المعرض من أهم المشاركات لي مع تجمع فناني فلسطين فكل فنان مشارك عبر عن ذاته وعن فنه ومشاعره تجاه وطنه من خلال لوحاته مبينة أن الجدارية جمعت الأعمال ذات الأساليب المختلفة بنسيج واحد وزخرفة جميلة.

وتتابع عبرت في أعمالي السبعة ضمن هذه الجدارية عن المرأة فرسمت بورتريهات متعددة عنها فهي بالنسبة لي الأم و الأرض والوطن وفي بعض ملامحها الحزن والتعب وتارة أخرى الأمل والتصميم وبالرغم من الأسى الذي نمر به كل يوم لا بد أن نتحلى بالأمل والصمود و نعمل على ارتقاء هذا الفن موضحة أن أغلب هذه الأعمال تم انجازها ضمن ورشة عمل جماعية استفاد منها الجميع بالحوار وتبادل الخبرات للوصول الى هذه النتيجة الجميلة.2

الفنان محمد الشايب المقيم في السويد شارك بالمعرض بثلاث لوحات كل منها أخذت تفاصيل من حياته وحياة الملايين في سورية وتم إرسالها بالبريد وطبعت في دمشق وعنها يقول ..في لوحتي الأولى وصفت كيف امتزجت ملامح الألم و الحزن والمأساة على وجوه أطفال سورية وهم أشبه بالملائكة وفي العمل الثاني كانت الغربان تغزو الطفولة البريئة و تأخذها الى المجهول وفي اللوحة الثالثة وصفت اثار الحرب على وجوه أمهات و شابات من سورية.

وتقول الفنانة المصورة أسماء الدوس إن تجربتي مع التجمع من أكثر التجارب اثمارا التي مررت فيها فمن خلال ورش العمل الجماعية استفاد كل منا من خبرات الفنانين الآخرين المختلفة من حيث التقنيات الفنية المتعددة والأساليب الفنية.

وتتابع الدوس التي شاركت بأربع لوحات تصوير فوتوغرافي ..حاولت أن أشير إلى حالة مهمة في كل لوحة فلوحتي التي اسميتها الكتاب أبرزت أهميته بالرغم من تعدد وانتشار الوسائل الإلكترونية والرقمية وابقيت على الكتاب مفتوحا تعبيرا عن ترحيبه بكل من يود القراءة فيه وفي لوحتي الثانية الزمن حاولت ايقاف الوقت عند ذكرى جميلة من حياتي كما ان هناك ايضا لوحتين واحدة بالأبيض والاسود واخرى ملونة لجزء من آلة موسيقية.

والفنان معتز موعد اقتصرت مشاركته في اللوحة الجدارية على عمل فوتوغرافي واحد بعنوان “صمت” حاول من خلاله “نقل الصمت العاجز الذي بداخله تجاه ما يجري من حوله من أحداث مروعة” كما قال.3

كما شارك موعد بأربعة أعمال في المعرض المرافق اثنان فوتوغراف واثنان غرافيك وكولاج رقمي وكانت العناصر الأساسية فيها المايكروفون والجمهور والمسافات ويقول.. قدمت لوحة غرافيكية لمايكروفون ممتد إلى نافذة متجاهلا الرجل الذي ينوي التحدث به كما اخترت صورة لمشهد رجل كبير في السن ذي شعر أبيض منتظرا وحده في مدرج خال من الجمهور.

ويقول الفنان رامز منزلاوي كانت مشاركتي في الجدارية بلوحتين واحدة مثلت تجربتي الثانية بالرسم وموضوعها عن قبة مقام السيدة رقية والثانية صورة فوتوغرافية كما شاركت بأربع لوحات فوتوغرافية بالمعرض المرافق وهي توثيق لمشاهداتي التي أحبها في سورية.

وحملت لوحات الفنانة جيداء حتاحت ألم الإنسان السوري الذي يتشارك مع وطنه في جراحه فتعبر عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة في معرض وتقديم لوحاتها إلى جانب أعمال مجموعة من الفنانين الموهوبين مبينة أن مشاركتها جاءت //بالصدفة// وتعتبرها خطوة أولى لنشاطات قادمة كثيرة.1
والفنانة مانويلا صبح شاركت بثلاثة أعمال بعنوان مجموعة “رفاة الروح” وتوضح أن أهمية المشاركة في مثل هذا الحدث من كونها تعكس اصرار الشباب على الفن وتقديم رؤيتهم لما يحدث في وطنهم مع أهمية المكان الذي يحتضن المعرض وما يحمله من عبق حضاري وجمالي.
وشاركت الفنانة آلاء الكيلاني بثلاث لوحات حملت مواضيع أنثوية وتحكي عن الحب والهواجس الذاتية في علاقات متداخلة بين الحلم والواقع وتقول.. أحببت أن أشارك بلوحاتي في هذا المعرض الذي يقدم مجموعة من الفنانين الموهوبين على أمل أن يكون تجمعنا الفني مزدهرا بكل ألوان الفنون المتنوعة فحن نحاول بذل جهدنا لنجمع فيه التنوع الفني والروح الشبابية الواحدة.

ويستمر المعرض حتى العشرين من الشهر الجاري.

محمد سمير طحان