الشريط الإخباري

المشاركون في مؤتمر “العائلة وتحديات العصر”: اسرائيل والإرهاب خطران على المنطقة 

بيروت-سانا

افتتح بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ورئيس اللجنة الاسقفية منسق لجان العائلة الكاثوليكية في الشرق الأوسط المطران أنطوان نبيل العندري بالتعاون مع حاضرة الفاتيكان بعد ظهر اليوم مؤتمر “العائلة وتحديات العصر في الشرق الأوسط” في المركز العالمي لحوار الحضارات بحضور السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم.

وحذر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في كلمته للمؤتمر من أن التعايش المديد بين أتباع الديانات في هذه المنطقة من العالم والتي هي مهد الحضارات ومنبع الرسالات السماوية يتعرض “لاعتداء مزدوج” من التطرف وإسرائيل معا.

22وقال أن الاعتداء القديم على الشرق مورس منذ بدايات القرن العشرين على أرض فلسطين حيث أقامت الحركة الصهيونية كيانا عنصريا مارس ولا يزال أبشع أنواع الاضطهاد بحق المسلمين والمسيحيين اما النموذج المستجد الذي لا يقل سوءا عن النموذج الصهيوني هو هذا الزحف المشؤوم للموجة الظلامية التكفيرية التي ترفع راية الاسلام وإسلامنا منها براء لتخرب المجتمعات وتضرب التعايش بين أتباع الديانات المختلفة عبر استهداف الإسلام والمسلمين أولا ومن ثم تهجير المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية من مدنهم وقراهم في العراق وسورية.

من جهته أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أن مؤتمر العائلة يأتي في أوقات مأزومة يعيشها عالمنا وترتد بالتالي سلبا على العائلة في مجتمعات الشرق والغرب مشددا على ان الهدف المركزي هو حماية العائلة وصون دورها الاجتماعي المحوري.

وقال باسيل دولتنا في لبنان مهددة يوميا بحدودها من قبل عنصرية إسرائيل التي تغتصب أرضنا وبرنا وبحرنا ومن قبل جحافل التكفيريين وإرهاب “داعش” وأخواتها الذين يهددون أهلنا بظلامية لا حد لها ولا حدود ودولتنا مهددة ببنيانها بفساد مزمن وبضعف هيكلها الإداري الذي نحرته الحسابات الرخيصة حتى قضت على فاعليته.

بدوره أكد وزير الثقافة اللبناني روني عريجي أن مواجهة التحديات الخطيرة التي تتهدد العائلة والمجتمعات في الشرق الأوسط تستوجب غير مؤتمر وجهود دول وأحزاب ومرجعيات دينية ومؤسسات فكرية واجتماعية.

وأضاف عريجي إن ما نشهده اليوم من عنف وقتل وتهجير وتطهير ديني وعرقي سبق أن مارسته إسرائيل ولا تزال بحق شعب فلسطين منذ العام 1948 دون تفريق بين مسيحي ومسلم مشيرا إلى ان نهج إسرائيل الإقصائي يتناغم بأسلوبه وغائيته مع هذا المخطط التدميري الذي يطبق في غير ساحة عربية وشرق أوسطية باسم الدين ويتناقض ويتنافى كليا مع تعاليم الديانات السماوية وخصوصا مع روح الإسلام وحق الإنسان بالعدالة والحرية وكرامة الحياة.

بدوره أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة نيابة عن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن التطرف عبارة عن إعدام حقوقي واستبداد فكري استفاد من فشل مشروع الدولة على مستوى مفهوم الهوية الحقوقية ومبدأ المواطنة.

وأشار قبلان إلى أن فشل مفهوم الدولة في الشرق الأوسط ما زال يشكل مادة للثأر والانتقام والتطرف والخصومة الدموية فإن صلح مفهوم المواطنة سيصبح الإنسان فضلا عن العائلة عماد هذا الكون ومحور المفهوم التشريعي للمحبة والألفة والميزان الأساس لشراكة القلوب قبل شراكة الأجساد.

وحذر قبلان من أن العائلة عمادة وحدة الكتلة البشرية وخطفها عن محورها المعتدل وضرورتها الحقوقية يعني نحر الجماعة ككيان وإطار إنساني موضحا ان إعدام الأسرة وتحويلها إلى سلعة في سوق العبيد أضحى جزءا من ظاهرة التطرف التي تجتاح الشرق الأوسط فضلا عن ظاهرة الفشل القانوني بتعريف المواطنة والطارئ التقني الذي اجتاح العالم وكان المؤثر على الأحزمة التي تحمي العائلة وتكفل أدوارها ضمن الصيغة الاجتماعية المفترضة.

من جهته لفت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى أن أمام المؤسسات الدينية المسيحية والاسلامية في المنطقة مسؤوليات جساما للعمل معا في مواجهة ثنائية التطرف والإرهاب وثنائية الظلم والاستبداد مذكرا بأن للشرق تاريخا طويلا وغنيا ونحن المسلمون والمسيحيون شعب واحد ولنا تاريخ واحد وهو مستمر في المستقبل أيضا وسوف نواجه معا الفتنة الحالية ونتجاوزها معا ونعيد بناء مجتمعاتنا معا أيضا لأننا في الحسابات الأخيرة نكون معا أو لا نكون.

وقال دريان نحن أمام ظاهرة سلبية مدمرة تستهدف المسلمين والمسيحيين معا وذلك من خلال استهدافها الانسان في حقوقه المقدسة والمواطن في كرامته الإنسانية محذرا من ان هذه الظاهرة الطارئة تطعن صميم الإسلام الذي ترتكب باسمه جرائمها ضد الإنسانية.
وأشار المفتي دريان الى الدور المهم الذي لعبه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة عندما كان مطرانا على القدس لسنوات عديدة فكان طيلة تلك المدة أمينا على عروبتها متصديا لمؤامرة تهويدها بالتعاون مع القياد ات الاسلامية في المدينة المقدسة.

بدروه اعتبر الأمين العام لمجمع أساقفة العالم الكاردينال لورانزو بالديساري في كلمة ألقاها في المؤتمر أن الشرق الأوسط لطالما كان أرض التعايش رغم الأزمات الدورية وأن لبنان كان محط رحلات العائلة المقدسة مؤكدا على أن الأقليات الدينية تؤدي دورا أساسيا في الشرق الأوسط فهي صانعة السلام والمصالحة والتطور وإن فقدان هذه التجربة يؤثر سلبا على هذا التراث الذي يعود الى البشرية جمعاء.

وقال إن الأزمة الحالية تهدد وجود المسيحيين خصوصا في سورية والعراق وتهدد كل الأقليات التي تعاني الاضطهاد لافتا الى أن الكنيسة تدعو الى الاعتراف بحق المسيحيين والأقليات الأخرى بالعيش في أرض أجدادهم وبالعودة إليها بطريقة آمنة في حال اضطروا الى مغادرتها.

وحيى البطريرك لحام الحضور في ختام اليوم الأول من المؤتمر وقال إن الأسرة هي أساس كل مجتمع وأساس الدولة والمجتمع الانساني الأول بقيم الأخوة والمحبة الحقيقية والعطاء والاحترام والحب والفرح حيث يعيش الفرد مع الجماعة الاسرية بالوحدة والمحبة فالأسرة هي مدرسة علاقات وهي المدرسة الانسانية الأولى ومدرسة بناء المجتمع لحياة أفضل.

وانتهت جلسة الافتتاح مساء اليوم وسيتخلل المؤتمر غدا ندوات ولقاءات بين المشاركين على أن يصدر البيان الختامي مساء غد.

وشارك في اليوم الاول من المؤتمر رؤساء الكنائس الشرقية والطوائف الاسلامية وحشد من الوزراء والنواب وشخصيات عسكرية وسياسية وروحية وحزبية واقتصادية واجتماعية.