درعا-سانا
تعتبر المدارس الحقلية أسلوبا إرشاديا فاعلا لنقل التقانات الحديثة للمزارعين بالاعتماد على النهج التفاعلي التشاركي بين المزارعين والمرشد الزراعي.
وتركز المدارس على مفهوم الإدارة المتكاملة للمحصول بغية الحصول على منتج زراعي نظيف خال من الأثر المتبقي للمبيدات.
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا المهندس محمد الشحادات أشار في تصريح لمراسل سانا اليوم إلى أن المدارس الحقلية تهدف من خلال تطبيقها إلى إطلاق أعداء حيوية وتعليق مصائد فرمونية وإجراء الرش الجزئي للمحصول واستخدام مستخلصات نباتية بدل المبيدات الحشرية مبينا أن لدى الدائرة خطة لافتتاح ثلاث مدارس حقلية للزيتون والبندورة والقمح في مناطق مختلفة.
وبين الشحادات أن المشرفين على المدارس يجرون لقاءات مع 15 فلاحا خلال الموسم يتم خلالها التعريف بمحصول معين في كل مراحل نموه من حيث كيفية إعداد وتهيئة الأرض للزراعة والاختيار المدروس للبذور وفوائد عمليات تحليل التربة واعتماد برنامج ري منتظم ونظام تسميد متوازن إضافة إلى ترشيد استخدام الأدوية والمبيدات الكيميائية.
المهندسة منور جحا المشرفة على مدرسة الزيتون لفتت إلى أن المدارس الحقلية تعتمد على ترسيخ النهج التشاركي بين المشرفين على المدرسة والمزارعين من خلال طرح الخبرات ونتائج الدراسات والأبحاث التي تجريها مراكز البحوث العلمية وتبادل المعلومات الزراعية التي من شانها إيجاد قاعدة زراعية حقيقية لدى أعضاء المدرسة يستفاد منها فيما بعد بنشر هذه الخبرات بين باقي المزارعين في المنطقة مبينة أن المديرية تقدم الخبرات الفنية وتوفر كل المستلزمات والتجهيزات اللازمة لتنفيذ نشاطات المدارس الحقلية.
المهندس عاهد الزعبي المشرف على مدرسة الكرمة أشار إلى أن خصوصية المدارس الحقلية تأتي من ابتعادها عن الأنماط التقليدية في العمليات الزراعية واتباعها أساليب علمية وتقنيات إرشادية حديثة تستند إلى نتائج الدراسات والأبحاث العلمية المعتمدة.
ونوه المزارع أحمد الفارس بأهمية مدارس المزارعين الحقلية ودورها الكبير في تعليم الطرق والأساليب العلمية الحديثة في كل المجالات الزراعية موضحا أن نشاطات المدارس تكسب المزارعين الخبرات اللازمة في تطبيق الإدارة المتكاملة للمحصول وخاصة بالنسبة لاختيار نوعية وكميات البذار المناسبة ومواعيد تقديم المياه وإضافة الأسمدة ومكافحة الآفات داعيا إلى توسيع هذه التجربة وتطبيقها على كل المحاصيل الزراعية نظرا لدورها في رفع كفاءة المزارعين ونشر التقنيات الحديثة التي تسهم في تطور الواقع الزراعي والنهوض به.
قاسم المقداد