اللاذقية-سانا
لا يميز عمال المطاحن في فرع اللاذقية بين أيام العطل وغيرها من أيام الأسبوع فهم يواصلون العمل لتأمين مادة الدقيق اللازمة لإنتاج الخبز ضمن ظروف عمل تمزج بين الصعوبة والدقة والحفاظ على الجودة.
رحلة العمل الشاقة لاستخراج الدقيق تظهر على ملامح جميع العمال في المطاحن بمن فيهم رؤساء الأقسام الذين يتقاسمون معا لون الدقيق الأبيض على وجوههم وملابسهم وتبدأ مع استلام الأقماح في قسم التنظيف “الصويل” حيث تتم معالجتها وترطيبها وتخميرها وفق أسس علمية ليتم تحويلها إلى قسم الطحن ويصفها العامل حسام ديوب بانها عملية “طويلة ومعقدة إلى حد ما” حيث توجد في هذا القسم 3 أنواع من مكنات الطحن كل منها تتعامل مع نوع معين من الأقماح فالكسرة تتعامل مع الأقماح الخشنة والتخفيض مع الاقماح السميكة والتحويل مع النواتج الناعمة.
ويوضح ديوب أنه بعد طحن هذه المواد تتوجه النواتج الى منخل خاص بها لاستخراج الدقيق منها حيث يتم استخراج ما نسبته 80 بالمئة دقيقا و20 بالمئة نخالة ويليها إدخال الدقيق في عملية ضبط وتحكم حفاظا عليه من دخول أجرام أخرى أو نخالة متسربة وتعبئته ليصل إلى الأفران أو إلى المستودعات للحفاظ على المخزون الاستراتيجي.
ويضم فرع اللاذقية 3 مطاحن بطاقة إنتاج يومية تصل إلى 700 طن ينتج عنها 560 طن دقيق تكفي حاجة المحافظة ويزيد منها بمعدل 100 إلى 150 طنا يتم توزيعه إلى باقي المحافظات أو يتثبت كمخزون للمحافظة والمحافظات الأخرى وفقا لمدير الفرع المهندس عبدو شعباني.
شعباني بين لـ سانا أن إنتاج هذه المطاحن يوميا يتوزع على مطاحن جبلة 425 طنا والساحل 225 طنا واللاذقية نحو 50 طنا موضحا أن عمال المطاحن وعلى مدار فترة الحرب على سورية لم يعطلوا على الاطلاق واستمروا بالعمل لتأمين الدقيق اللازم لمحافظة اللاذقية وغيرها من المحافظات.
وأكد شعباني أن إنتاج الدقيق يتم ضمن المواصفات النظامية وهو مراقب بشكل آني حيث تؤخذ عينات من الإنتاج كل نصف ساعة تقريبا ويتم فحصها في المخابر الموجودة بكل مطحنة.
ولفت إلى أن الفرع كان يعاني خلال فترات سابقة من تراكم كميات كبيرة من النخالة وصلت إلى أكثر من 7 آلاف طن اثرت على الإنتاج وإعاقة حركته إلا أنه تمت معالجة هذا الجانب من خلال تسخير محافظة اللاذقية جميع آليات القطاع العام في نقل هذه الكميات وبيعها الى محافظة حماة التي يتوافر فيها سوق لتصريف هذه المادة ليكون رصيد الفرع صفرا حاليا من مادة النخالة.
وفي إطار توفير الأجواء المناسبة للعمال كلفت محافظة اللاذقية مديرية الخدمات الفنية اصلاح الطرقات ضمن مبنى مطحنة الساحل وتأهيلها وكذلك مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي تسوية الأراضي المحيطة بمبنى المطحنة وتشجيرها بشكل يضفي جمالية على المكان.
بسام إبراهيم وفاطمة ناصر