باريس-سانا
اعتقلت السلطات الفرنسية المختصة إرهابيا فرنسياً شارك في القتال إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في سورية لدى عودته إلى بلاده عن طريق لبنان وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي في فرنسا خلال الأشهر الماضية.
وذكرت صحيفة الباريزيان الفرنسية في نبأ نشرته اليوم بعنوان “الكشف عن إحباط هجوم في المنطقة الباريسية” أن محققين من المديرية العامة للأمن الداخلي ألقوا القبض على شاب فرنسي من كريتي إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية في تموز الماضي بعد أن انضم إلى تنظيم داعش في سورية وذلك لدى عودته منها عن طريق لبنان وإنه كان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي في المنطقة الباريسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشاب واسمه محمد ويبلغ من العمر عشرين عاماً أصبح هدفاً رئيسياً لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.
وأضافت الصحيفة إن محمد كان قبل مغادرته فرنسا متوجهاً إلى سورية غير معروف نسبياً ويعيش دون أن يحدث الكثير من الضجيج ووفق مصدر قضائي كان يشتبه بأنه يقوم ببعض التجارة غير المشروعة ولكن لم يكن يمثل شخصاً مجرماً متمرساً كما رأينا في هذا النوع من القضايا حتى أنه يبدو بإنه يعاني من نقص في المصداقية بالنسبة للذين يرتكبون الجرائم الصغيرة ذوي الخبرة في حيه غير البعيد عن بلدية كريتي ولكن في شهر نيسان أخذ الشاب المذكور عائلته وكذلك العدالة والشرطة الذين لم يجدوا ما يبرر مراقبته على حين غرة وتوجه إلى سورية.
وأوضحت الصحيفة أنه بفضل الأموال التي أتت من تأمينه الشخصي أخذ الشاب طريقه إلى سورية وهناك انضم إلى معسكر لتنظيم داعش الإرهابي حيث تدرب على أساليب القتال وبعد عدة أسابيع تطوع للقيام باعمال انتحارية وبمرافقة شاب آخر أصله من تراب في الايفلين الموضوع على ذمة التحقيق في فرنسا وعلى إثر طرده من تركيا ذهب محمد إلى لبنان في حزيران حيث أقام في فندق وهذه الرحلة مولها التنظيم الإرهابي.
وأشارت الصحيفة استناداً إلى مصدر دبلوماسي إلى أن مهمة الشابين كانت أن يفجرا نفسيهما ضد مواقع على الأرض اللبنانية ولكن في آخر لحظة تخليا عن ذلك خوفاً من تنفيذ المهمة أو نقص في وضوح الرؤية في العمل فقررا الذهاب إلى تركيا حيث بقي صاحب محمد المزعوم فيها لكن الإرهابي محمد قرر العودة إلى فرنسا في منتصف حزيران الماضي واتصل بتنظيم داعش الإرهابي في سورية وشرح له بإنه جاهز للعمل.
ولفتت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي كانت تتبع خطوات الشاب عززت من الرقابة عليه خاصة أنه كان يعبر عن إعجابه بأساليب الإرهابيين ويأمل بالقيام بأعمال عن طريق استخدام الانترنت وقد استفسر عن مناطق معينة في فرنسا وبحث عن الأموال من أجل شراء الأسلحة وخاصة بندقية أوتوماتيكية وقنابل ولا سيما في سويسرا وبلدان أوروبا الشرقية حيث كان يعتقد بإنه لن يثير الشكوك واعتقلته في نهاية المطاف.
وكان القضاء الفرنسى وجه أمس تهمة الإرهاب لفرنسي لانضمامه إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية عام 2013 وإقدامه على خطف طفلته البالغة من العمر 18 شهراً وصدر أمر بتوقيفه بناء على طلب قاض متخصص.
ووفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية يوم الخميس الماضي أن الحكومة الفرنسية قدرت أن نحو 360 إرهابياً فرنسياً متورطون في الجهاد في الخارج قتل منهم 36 بينما عاد نحو 200 آخرين إلى فرنسا وصدرت أحكام بالسجن بحق نحو خمسين منهم.