الشريط الإخباري

الفرواتي مهنة تشيع الدفء

دمشق-سانا

مع اقتراب فصل الشتاء يزداد الطلب على الملبوسات المصنعة من صوف الخراف “الفروة” والتي تتمتع بقدرة كبيرة على إعطاء الجسم الدفء اللازم .

سانا المنوعة التقت الحرفي عزام سلميني البالغ من العمر 46 عاماً في محله بسوق السنانية الذي يجمع الكثير من أصحاب هذه الحرفة الذي أكد أن المهنة عمرها أكثر من 100 عام وورثها عن والده وهي مهنة قديمة متجددة تواكب روح العصر مشيراً إلى أنهم يقومون في ورشتهم بتصنيع مختلف أنواع الفروات والعباءات والمدات التي تزين بيوت السوريين إضافة إلى جلد غسيل السيارات.

وأضاف إن العودة إلى هذه المهنة يسهم في المحافظة على الهوية والتراث لافتاً إلى أن هذه الصناعة ما زالت تعتمد على الأدوات البسيطة كالدنق والقزق .

واوضح أن طريقة التنظيف التقليدية للجلود الطبيعية تبدأ بغسلها بالماء والملح والشبة حيث يتم وضع الملح على البطانة ويلف الجلد أربعة أيام بحيث يتم إخفاء البطانة وبعد ذلك يتم نشره بالشمس ثم يخمر في غرفة عاتمة لمدة عشرين يوماً بغرض إزالة الرائحة غير المستحبة المنبعثة من الجلد وتبييضه.

وتابع سلميني بعد هذه المرحلة نقوم ببخ البطانة بالماء لمدة ثلاثة أيام وفي كل بخة 0نحاول إخفاء الجلد.

وفي اليوم الرابع نقوم بتليينه بآلة تسمى الدنق وهي آلة يدوية مصنوعة من الحديد والخشب وحبلة تعلق بالرجل حيث يتم تطرية البطانة وبعد ذلك تأتي عملية البشر وتتم بماكينة اليد التي تسمى قزق والمكونة من خشب وبولاد حيث يتم تعليق الجلد على ثلاث خشبات وتبدأ عملية التزكاية على ثلاث مراحل وفي المرحلة الرابعة نقوم بنشر الجلد في الشمس لمدة ساعة ثم نقوم بقشره مرة أخرى حيث يكون الجلد قد جف ونقوم بعد ذلك بتعليقه على دف خشب وهنا المرحلة الأخيرة حيث يتم فيها تمشيط الصوف وبذلك نكون قد انتهينا من صناعته لافتاً إلى أن عملية تنظيف الجلد وصناعته تحتاج إلى أكثر من شهر وتختلف بين الصيف والشتاء .

وأضاف بعد الانتهاء من تنظيف الصوف نقوم بتصنيعه إلى عباءات وجيليه الصدرية إضافة إلى بعض البسط والمدات العربية لافتاً إلى أن بعض الصوف نقوم بدبغه وبيعه في السوق حيث يستخدم في صناعة الملبوسات والأحذية .

وبين أن الصوف الطبيعي هو أفضل الأنواع إلا أن هناك نوعاً صناعياً أصبح له زبائنه بسبب عدم وجود رائحة كريهة له ويستفيد منه أغلب التجار والصناع في عملهم.

وأضاف إن أسعار الصوف تختلف بين الطبيعي والصناعي ويغلب على الصوف اللون البني لافتاً إلى أن أغلب البضاعة يتم بيعها للخارج وهي مطلوبة بكثرة موضحاً أن الفروة تختلف عن العباءة ومازال هناك زبائن يرغبون باقتنائها وتقدم هدايا في المناسبات وهناك اهتمام من قبل النساء لوضعها في صالون المنزل كديكور.

وختم سلميني بالقول هنالك تحديات كثيرة تواجهنا في عملنا منها تبدل أذواق الزبائن ونقص المواد الخام من الأقمشة والجلود ما كاد يسبب انقراضاً للمهنة ويؤدي إلى زوالها خاصة مع تغيرات العصر وتغير متطلباته .

انظر ايضاً

الصاج والكارة مهنة ريفية تنتشر على أرصفة دمشق

دمشق-سانا الصاج والكارة مهنة قديمة داعبتها أيدي نساء الريف ونقلتها إلى أيدي الشبان الذين اتخذوا …