نزار علوش النحات الذي غيبه الموت في ذروة العطاء

دمشق-سانا

ترك النحات الراحل نزار علوش عشرات الأعمال النحتية المتميزة كما كان له العديد من المشاركات في معارض وملتقيات للنحت ولعل أشهر الأعمال النحتية التي تركها هو تمثال صلاح الدين مقابل قلعة دمشق الذي نفذه بالاشتراك مع النحاتين عبد الله السيد وفؤاد طوبال.

النحات علوش الذي كان أحد المكرمين الستة في احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري 2018 برع في فن النحت بعدة مدارس فنية وبمختلف الخامات من خشب وحجر وغيرها وله العديد من الاعمال النصبية الحجرية المنتشرة في كثير من حدائق وشوارع وساحات دمشق إلى جانب أعماله النحتية التي تحتفظ بها كلية الفنون الجميلة ووزارة الثقافة والمتحف الوطني والتي تعكس مدى حرفيته وأسلوبيته الفنية الخاصة.

ولد علوش في حماة عام 1947 وعرف النحت منذ طفولته بشكل عفوي وفطري فكان يصنع أشكالا من الحياة بخامة الخشب طيلة سنوات دراسته في مدارس سلمية حتى دخل كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1969 ودرس فيها النحت حتى عام 1975 ومن ثم أكمل دراسته الأكاديمية باختصاص فن النحت بالمدرسة الوطنية العليا في باريس ومن ثم عاد ليدرس هذا الفن لطلاب كلية الفنون الجميلة بدمشق بشكل تقني ومعرفي لا يخلو من الفلسفة والفكر وبكثير من المحبة والشغف إلى أن غيبه الموت بشكل مفاجئ في 8 آذار من عام 2002 وهو بذروة عطائه الفني.

لم يقتصر إبداع علوش على فن النحت بل كان يرسم اللوحة وكانت مواضيع لوحاته تنبع من ذاته ومن الطبيعة التي يعتبرها الأم والمصدر للجمال بالوقت نفسه وأعماله كانت تستلهم الكثير من المواضيع من التراث العربي الفني ومن الأساطير في محاولة لصناعة فن معاصر يمتلك هوية حضارية ترتبط بتاريخ هذه الأرض.

محمد سمير طحان