استوكهولم-سانا
أجرت الأطراف اليمنية اليوم أول محادثات مباشرة بينها في قلعة خارج استوكهولم بالسويد برعاية الأمم المتحدة في مسعى لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى بينهما باعتباره أحد الإجراءات لبناء الثقة للبدء بإيجاد حل سياسي يوقف العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.
وذكرت رويترز أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث افتتح الجولة الجديدة المقرر أن تستمر حتى الـ 13 من كانون الأول الحالي بالإعلان عن اتفاق لإطلاق سراح آلاف السجناء مشيرة إلى أنه أثنى على “الروح الإيجابية” للأطراف اليمنية و”مشاركتها بإيجابية” في المحادثات وحث على الهدوء على الأرض في اليمن.
وتزامنت المحادثات بتصعيد غير مسبوق من قبل تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في عدد من الجبهات وخاصة في محافظة الحديدة غرب اليمن حيث شن طيرانه عشرات الغارات بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف وزحوفات وتعزيزات للمرتزقة ما يؤكد عدم جدية تحالف العدوان في تحقيق السلام وإنجاح جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيقاف هذا العدوان وإنجاح المشاورات.
وقال مندوبون: إن أعضاء وفد حكومة عبد ربه منصور هادي المدعوم من تحالف النظام السعودي رفضوا في بادئ الأمر دخول القاعة وطالبوا بضرورة أن يضم وفد حركة أنصار الله مزيدا من المسؤولين الكبار لكنهم أوضحوا أن الاجتماع عقد في النهاية.
بدوره قال محمد عبد السلام كبير المفاوضين في وفد الحكومة اليمنية الوطنية للصحفيين: إنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق خلال ثلاثة أو أربعة أيام فإن الجولة الراهنة ستفشل لكنه أوضح أنه إذا أعد الطرفان مسودة بشأن إطار عمل عام وإعادة فتح مطار صنعاء وإطلاق سراح الأسرى والحفاظ على حياد البنك المركزي وخفض التصعيد في الحديدة فإن ذلك سيكون “خطوة طيبة” تمهيدا لجولة أخرى خلال شهر أو اثنين.
من جهته قال عسكر أحمد زعيل عضو وفد حكومة هادي: إن فريقه يشعر بتفاؤل كبير بشأن حدوث انفراجة في قضية الأسرى موضحا أن الطرفين تبادلا بعض القوائم في السابق لكنهما في حاجة إلى تحديثها.
ولم يتفق الطرفان بعد على قضايا أصعب أبرزها الحل السياسي للأزمة وإعادة فتح مطار صنعاء ووقف تصعيد العدوان على محافظة الحديدة وإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية في إطار توحيد البنك المركزي وصرف الرواتب.
وأوضح دبلوماسي بالمحادثات طلب عدم نشر اسمه أن جولة المفاوضات ستعتبر ناجحة إذا أسفرت عن اتفاقات بشأن خفض التصعيد وتبادل الأسرى والاتفاق على جولة مفاوضات أخرى مضيفا “لا تزال تلك الخطوات بطيئة فمجرد اجتماعهم معا في المكان نفسه واعتيادهم على التحدث إلى بعضهم البعض خطوة كبيرة”.
المحادثات التي انطلقت يوم الخميس الماضي وتستمر أسبوعا واجهت خلال الأيام الماضية عددا من العقبات والتحديات التي تهدد مسارها حيث أصر وفد حكومة هادي على حرف مسار المشاورات والذهاب إلى تجزئة الحلول والتركيز على مواضيع جانبية ورفضه مناقشة أي إطار للحل السياسي في اليمن بينما يصر وفد الحكومة اليمنية الوطنية على حل شامل للأزمة.
اليمنيون يأملون أن تنهي جولة المحادثات الحالية العدوان السعودي المستمر منذ آذار عام 2015 والذي مزق بلادهم ودمر بناه التحتية وقتل وشرد عشرات آلاف المدنيين وألا تكون هذه الجولة على شاكلة المحادثات التي جرت في الكويت عام 2016 واستمرت لأكثر من ثلاثة أشهر دون أن تحقق أي نتائج عملية تضع حدا لمعاناتهم الإنسانية والاقتصادية.