موسى الزعيم: القصة القصيرة الحاضن الاجتماعي لمعاناة الفرد العربي في هذا الزمن

دمشق-سانا

الأديب موسى الزعيم قاص اعتمد الواقع بكل أشكاله في معظم كتاباته القصصية إلا أنه تأثر بالطبيعة الجميلة واستخدمها كدلالات تأخذ بيد القارئ حتى انتهاء الحدث في القصة دون أن يتوقع إلى أين هو ذاهب.

وفي حديث لسانا الثقافية قال القاص موسى الزعيم إن نوع الحدث القصصي هو الذي يفرض علي نوع الكتابة والصياغة وشكل القالب القصصي الذي أصب فيه محتوى القصة القصيرة مضيفا أنه في كثير من الأحيان القصة هي التي تأخذ بيدي في الاتجاه الذي تريده وهي من تختار الأسلوب والطريقة لكني بشكل عام أهتم بنهاية القصة أكثر من اهتمامي بأي جزء منها.

وأضاف الزعيم ألتقط الحدث الحياتي أحيانا ممن حولي وأحياناً أخرى من الناس البسطاء من الشارع ومن موقف حياتي عابر.. لكنه يتشكل في ذاتي مثل هالة تتقلب بأشكال معينة حتى تتوقف عند الصورة النهائية مبينا انه يعيش تفاصيل القصة في ذاته أحيانا لساعات وأحيانا أخرى لأشهر حتى يجد اللحظة المناسبة لكتابتها وهناك نصوص مثل الحلم مرت مسرعة والتقطها.

وعن رأيه بالقصة الحديثة قال صاحب المجموعة القصصية “الأساس” ..إن القصة الحديثة صارت أكثر نضوجا وتبلورا لأنها تعبر عن معطيات العصر ولم تنفصل عن الواقع السياسي والاجتماعي وصارت “الحامل الفكري” لهموم المواطن حيث استفادت القصة العربية من التقنيات المعاصرة التي ساعدت على انتشارها على صفحات الأنترنت والتواصل الاجتماعي ما حفظ لها قراءها الذين يستمتعون بالنتاج القصصي الجيد.

لكن ذلك لم يمنع القاص الزعيم من الإشارة إلى ظهور فئة أساءت لهذا الفن واستسهلت التجريب وراحت تنشر غثها وسمينها عبر هذه الصفحات فصار من الصعب أن تحصل على الجيد منها إلا إذا كنت تعرف مسبقا أن هذا النص بالفعل لكاتب حقيقي.

أما الحالة النقدية برأيه فهي غائبة عن الساحة الإبداعية العربية بشكل عام شعرا ونثرا ومنذ زمن لم نقرأ نقدا حقيقيا لمجموعة قصصية وجاء أغلب ما ينشر في الآونة الأخيرة من دراسات نقدية عبر صفحات المجلات والصحف عبارة عن اضاءات سريعة وقراءات سريعة لا تتعدى “القراءة الانطباعية” لصديق الكاتب أو أحد أفراد مجموعته الأدبية ومن باب التعريف ليس إلا.

ويعيد الزعيم ذلك إلى قلة قراء النقد وغياب المنهج النقدي الواضح عن الساحة ما جعل كل ناقد يقرأ النص من وجهة نظره وجعل من كل كاتب يمارس دوره النقدي على الآخر متسائلا عن دور الجامعات في تدريس مناهج النقد الأدبي المعاصر والتي بات أغلب ما تدرسه يطبق على النصوص الأوروبية في القرن الثامن عشر.

وحول سؤال عن ظهور القصة القصيرة جدا كجنس أدبي مستقل قال أثبت هذا الفن الأدبي وجوده كفن قصصي مستقل رغم أنه انبثق من رحم القصة القصيرة إلا أنه اتخذ طريقا ًمستقلاً من خلال المحددات والروائز التي وضعت في الفترة الأخيرة فظهر كم لابأس به من الكتب التي تزخر بها المكتبات العربية فضلا عن كتب
نقدية عنيت بهذا الجنس الأدبي الذي افرزته طبيعة الحياة المعاصرة معتبرا أنها بدأت تسحب البساط من تحت القصة القصيرة.

ويختتم مؤلف قصة العرس بقوله إن القصة أصبحت اليوم أحد أهم الأجناس الأدبية المعاصرة ربما لأنها الأكثر قدرة على التعبير عن الخيبات والانكسارات العربية المعاصرة التي نعيشها ولقدرتها على رصد واقع الفرد العربي في الزمن المشروخ كما أنها سجلت حضوراً على الساحة الثقافية أكثر من المسرح رغم ما له من تاريخ عريق وأصبحت الحاضن الاجتماعي والديوان الرسمي لمعاناة الفرد العربي وخيباته في هذا الزمن.

محمد الخضر