دمشق-سانا
ينطلق الباحث عدنان أحمد في كتابه (دراسات في الشعر الإسلامي والأموي) من ضرورة قراءة التاريخ بشكل صحيح لدراسة الأدب والذي هو انعكاس للحالة السياسية والتاريخية التي يمر بها عصر معين.
ويعتقد أحمد أن القراءات النقدية السابقة جاءت مجحفة بحق الأدب لأنها لم تقرأ التاريخ قراءة صحيحة وربما كان أحد أهم عوامل تلك القراءات الخاطئة هو الانبهار بالغرب وثقافته ونظر النقاد إلى أنفسهم ومجتمعاتهم على ضوئه واعتبار دراسات الغرب حقائق تتمتع بالثبات واتخاذها منطلقا لدراسة تراثنا العربي.
كما يرى أحمد في كتابه أنه من واجبنا ألا نسلم بما قاله القدماء بل من حقنا أن نخالفهم الرأي ونعيد قراءة تراثنا الأدبي وقراءة السياق التاريخي الذي ولد فيه بالاعتماد على مصادر موثوقة ليعيد النظر في قصائد قيلت في تلك المرحلة وفهمت بشكل مواز للفهم السياسي لها ثم يعيد النظر في تلك القصائد ليدل على جمالياتها الفنية ومغازيها الجديدة.
ويتوقف الباحث عند شعراء مرحلة الخلفاء الراشدين وحروب الردة وما قيل من قصائد مؤيدة ومعارضة لتلك المرحلة كما يتوقف عند رثاء الشاعر متمم بن نويرة لأخيه مالك دارساً تلك القصائد على ضوء الحوادث التاريخية عبر قراءة تحليلية منهجية.
وينتقل الشاعر إلى دراسة الشعر العذري في العصر الأموي آخذاً بالاعتبار تأثيرات حروب الردة على تلك المرحلة وعلى قبائل بني عذرة التي اشتهرت بهذا النوع من الشعر مقارناً بين الحب العذري والتصوف مسلطاً الضوء على شاعر من أهم شعراء تلك المرحلة لم يأخذ حقه من الدراسة وهو مزاحم العقيلي.
ويختم الباحث أحمد دراسته بمقاربات نقدية حول نظرة الإسلام إلى الجمال والحب والشعر الوجداني معتبراً أن الإسلام لم يقلل من الشأن الفني والجمالي ولم يسع إلى تغليب النفعي عليهما بل دعا إلى التأمل فيه واستثمار التفاعل المفترض بين المتلقي والشعر لصالح القيم الجديدة غير أن الأفق الأدبي ظل جاهلياً يفرض قيمه النقدية على الذائقة الشعرية ما حال دون إحداث تعديل في عملية التذوق وما يصاحبها من أحكام جمالية بالقدر المأمول للاسهام في إنتاج شعر إسلامي.
يقع الكتاب في 263 صفحة من القطع الكبير وهو من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ويذكر أن الباحث أحمد من مواليد اللاذقية يحمل دكتوراه في اللغة العربية وأدابها ويعمل أستاذ الأدب الإسلامي بجامعة تشرين من مؤلفاته (أدب صدر الإسلام) و(أزمة الشاعر المخضرم) و( ديوان النجاشي الحارثي).
بلال أحمد