تونس-سانا
أكد محسن مرزوق القيادي في “حركة نداء تونس” الحزب الفائز بالانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا أن التعاون مع سورية ضروري في المجال الأمني معربا عن أسفه لقطع العلاقات معها مشددا على أن حزبه سيحرص على مزيد من دعم العلاقات بين البلدين.
ووصف مرزوق في مقابلة نشرتها صحيفة الجريدة التونسية على موقعها الالكتروني اليوم خطوة تونس بقطع العلاقات مع سورية بأنها لم “تكن قرارا حكيما” وقال “صحيح أن لدينا مكتبا للخدمات الإدارية في سورية إلا أن حضورنا ينبغي أن يكون أكبر من ذلك بكثير”.
وأوضح مرزوق أن حزبه سيجد الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك حالما يمسك بزمام السلطة في البلاد بشكل فعلي مبينا أن مكافحة الإرهاب تشكل تحديا في قلب برنامج حزبه وقال إن “تونس مستعدة لإبراز قدراتها الأمنية لمكافحة الإرهاب على الصعيدين المحلي والدولي”.
يشار إلى أن تيارات سياسية وشعبية تونسية تدفع باتجاه إعادة العلاقات مع سورية وتصحيح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها حكومة حركة النهضة وحل ملف الإرهاب التونسي في سورية وخاصة بعد أن وثقت العديد من التقارير الدولية الدور الكبير الذي لعبته التيارات المتطرفة في تونس وعلى رأسها حركة النهضة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي بإرسال آلاف التونسيين للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية.
وأشار مرزوق إلى أن من أهم المسائل التي سيعتني بها حزبه عقب إمساكه بزمام السلطة في تونس “هي مسألة المقاتلين التونسيين بسورية ومسألة الجالية التونسية هناك”.
وحذر مرزوق من تدفق “الجهاديين” التونسيين نحو الخارج قائلا “علينا الحذر من هذا المد الجهادي المنطلق من تونس وإقرار الترتيبات اللازمة بما يضمن الحد من هذه الظاهرة في بلادنا” كما أن “احتمال عودة بعض الجهاديين إلى الأراضي التونسية ينبغي أيضا أن يضعنا في حالة تأهب.. ينبغي على الدولة التونسية أن تبرز قدراتها في المسائل الأمنية وأن لا تترك أي فرصة لهؤلاء الجهاديين للبقاء في البلاد”.
وقال إن “التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ينبغي أن يكون بين تونس والبلدان المعنية وفي الآن ذاته يجب مكافحة هذه الآفة على المستوى الدولي”.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس في مقال أعده الكاتب كيفين سوليفان إلى أن انضمام أعداد كبيرة من الشباب التونسي إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق يعتبر نتيجة فعلية لما أطلق عليه اسم “الربيع العربي” مشيرة إلى أن الإفرازات التي تمخضت عن هذه الظاهرة ومزاعم “الحرية الجديدة” التي تم الترويج لها أدت إلى تدفق هائل في أعداد التونسيين إلى سورية والعراق من أجل القتال في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وحول الوضع الليبي رفض القيادي في “حركة نداء تونس” أي تدخل تونسي بالشأن الليبي قائلا “نحن ضد تدخل تونس في الشؤون الداخلية الليبية لكننا نؤيد مشاركتنا ضمن إئتلاف دول الجوار وبالتعاون مع السلطات الليبية في محاولة لمساعدة أشقائنا للخروج من المأزق الحالي”.
يشار إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أعلنت أمس أن حزب “نداء تونس” العلماني فاز بالانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي بـ 85 مقعدا في مجلس الشعب الذي يضم 217 مقعدا متقدما على حركة النهضة الإسلامية وذلك وفقا لنتائج أولية.