القدس المحتلة-سانا
في عمق الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة جدار الفصل العنصري ملتهماً كل يوم المزيد من الأرض الفلسطينية وعازلا المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها البعض.
سلطات الاحتلال وفي انتهاك سافر للقانون الدولي باشرت في الثالث والعشرين من حزيران 2002 بإقامة الجدار الذي يبلغ طوله 770 كم بينها 181 كم في الجزء المحيط بالقدس المحتلة وبارتفاع يصل إلى ثمانية أمتار وقد عبر المجتمع الدولي عن رفضه ومعارضته إقامة الجدار لكن هذا الرفض لم يثن الاحتلال عن مخططه العنصري فأمعن في استفزازه وأعلن عن زحف الجدار شرقا وجنوبا ليحكم الخناق على التجمعات الفلسطينية متحديا القانون الدولي والقرارات الدولية.
ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لمراسل سانا.. يعد هذا الجدار العنصري أحد أدوات الاستيطان الخطيرة التي تهدف إلى التهام الأرض الفلسطينية المحتلة حيث حول القرى والبلدات إلى مناطق معزولة عن بعضها وأقيم هذا الجدار في المناطق الغنية بالمياه والحقول بهدف سلبها ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها وتجريدهم من ثرواتهم الطبيعية التي أصبحت في حكم المصادرة لأنها تقع خلف الجدار ومن أمثلة ذلك مناطق الأغوار و قلقيلية وطولكرم وبيت لحم.
وأكد عساف أن الجدار عزل 22 منطقة في وسط وشمال الضفة وحولها إلى مناطق معزولة عن بعضها وربطها الاحتلال بما تسمى الطرق الالتفافية التي بات يزيد طولها على 1400 كم وهي طرق أقيمت لخدمة المستوطنين الإسرائيليين وتم الغاء الطرق التاريخية التي يسلكها الفلسطينيون.
وأشار عساف إلى أن الجدار العنصري فتت الجغرافيا الفلسطينية وخنق القدس المحتلة وعزل بلداتها ومن أمثلتها مخيم شعفاط والتجمعات المحيطة بالقدس وذلك بهدف تنفيذ ما يسميه الاحتلال مخطط القدس الكبرى الاستيطاني.
الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة أوضح أن جدار الفصل العنصري عزل البلدات الفلسطينية وأقام طرقاً خاصة لتنقل المستوطنين على حساب الأراضي الفلسطينية لافتا إلى أنه لا يمكن فصل الجدار العنصري عن الاستيطان والطرق الالتفافية التي أقيمت للمستوطنين فكلها تهدف للسيطرة على الأرض الفلسطينية وحصار الفلسطينيين في مناطق معزولة.
وأكد جمعة أن الدخول لأي مدينة فلسطينية في الضفة يتم عبر حاجز أقيم بفعل جدار الفصل العنصري الذي أقيم في قلب الضفة مشيرا الى انه في بعض المناطق في الضفة والقدس قسم جدار الفصل العنصري القرية الفلسطينية إلى قسمين وهناك تجمعات فلسطينية عزلها الجدار عن بقية المدن الفلسطينية .
وأشار جمعة إلى أن الاحتلال يهدف من الجدار العنصري بالأساس إلى تحجيم وجود الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم ومحاربة الديمغرافيا الفلسطينية موضحا أن الاحتلال أنهى ما نسبته 80 بالمئة من جدار الفصل العنصري.
ووفق تقارير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فإن 37 بالمئة من القرى الفلسطينية فقدت أراضيها بعد أن تم عزلها بجدار الفصل العنصري وتوقفت الزراعة المروية بنسبة 50 بالمئة من الأراضي الزراعية في الضفة لأنه لا يمكن الوصول إلى هذه الأرض وريها بفعل جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال على مداخل تلك الأراضي.
وعلى صعيد متصل قال تقرير حقوقي فلسطيني إن الاحتلال صادر أراضي الفلسطينيين في 180 تجمعاً من شمال الضفة حتى جنوبها بهدف إقامة جدار الفصل العنصري الذي تسبب بمعاناة يومية لأكثر من مليون فلسطيني وبسرقة 200 مليون متر مكعب من المياه وحرم كذلك الفلسطينيين من الاستفادة من المياه ودمر الطبيعة والجغرافيا الفلسطينية.
واعتبرت محكمة العدل الدولية في التاسع من تموز عام 2004 إقامة الاحتلال جدار الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية المحتلة مخالفة للقانون الدولي وطالبته بوضع حد لانتهاكاته للقانون الدولي ووقف إقامة الجدار إلا أن الاحتلال تجاهل هذا القرار وواصل إقامته إلى أن وصل إلى وضعه الحالي من نهب للأرض الفلسطينية وحصار وجود الفلسطينيين على أرضهم في ظل تجاهل المجتمع الدولي لممارسات الاحتلال العنصرية.