حماة-سانا
ما إن يطأ الزائر أولى خطواته سوق خان رستم باشا الأثري في مدينة حماة ويتجول في قسم صناعة الفخار حتى ينتقل إلى عالم آخر من البساطة والعراقة في آن واحد فالقوارير المزخرفة بألوان مختلفة تزين المكان.
وهناك في وسط السوق يجلس الحرفي حيدر غالب بزنكو الذي يبادر زواره وعشاق هذه المهنة بابتسامة تغرق تفاصيل وجهه الذي غطته تجاعيد تبرز سنوات عمره الطويلة فقد تجاوز 73 عاماً وهو لا يزال يمارس هذه الحرفة.
ويقول لـ سانا-سياحة ومجتمع : “تعلمت هذه المهنة من محل صنع الفخاريات في حي باب البلد مذ كان عمري 13 عاماً وبدأت بتصنيع قطع فخارية صغيرة من المطمورات والمزهريات الصغيرة وبعد سنتين تمكنت من تصنيع آلة يدوية خاصة بي لصناعة الفخار ما زلت أستخدمها حتى الآن.”
قطع فنية غاية في الروعة تخرج من تحت أيدي بزنكو الذي يتفنن في أدق التفاصيل ويضيف: “ليس هناك شيء أجمل من أن تبدع شيئاً تصنعه بيدك وتسجله بمشاعر وأحاسيس صادقة فتكون دلالاته إنسانية تراثية فنية عريقة تخبر بالماضي الذي كان وتؤصل لمستقبل مشرق يشع نوراً وبهاء”.
عزز بزنكو هوايته بدراسة كل المراجع الخاصة بصناعة الفخار ولا سيما الإغريقية واليونانية والآشورية موضحاً أنه تعمق في نوعية الترب المستخدمة في هذه الصناعة من التربة الحمراء والصفراء والسمراء وكيفية طحنها وتنقيتها وعجنها وتشكيل قطع فخارية متنوعة إضافة إلى استخدام مادة الأكاسيد في الرسم والزخرفة على الفخار بأشكال هندسية ورسومات والخط العربي.
ويأمل بزنكو إيلاء هذه الحرفة الاهتمام لأنها قديمة ومهددة بالاندثار مشدداً على ضرورة توفير المواد اللازمة لها إضافة إلى دعم العمل الحرفي بكل الإمكانيات وإيجاد سوق دائم لعرض منتجاته اليدوية والتراثية.
سهاد حسن